…قال بعض الصوفية: إننا معشر الصوفية أفضل من الأنبياء، لأن اتصالنا بالله تعالى مباشر واتصال الأنبياء به تعالى يحتاج إلى واسطة وهو الملك"(١). ولا يخفى أن هذا زعم بلا دليل، بل ويناقض نصوص القرآن، وفيه تطاول على مقام النبوة. فهو من الشوائب في التفسير بلا ريب. قال خليل الرحمن عبد الرحمن في تفنيد رأي د. محمد إقبال: "دور العقل في الإسلام مقيد بالوحي والأمة الإسلامية مسؤولة أن تحمل رسالة الإسلام في ضوء ذلك الوحي المنزل وليس العقل في المنهج الإسلامي حراً طليقاً في تصرفاته يحرم ما يشاء ويحلل ما يشاء، كما يوهم تفسير إقبال هذا. والواقع أن إقبال متأثر منخذع في رأيه أن العقل حل محل الوحي في العصر الحاضر بأفكار الغربيين"(٢). وأقول إن من يربط بين مقولة محمد إقبال هذه وبين مقولة جمال الدين المشهور بالأفغاني في استنانبول بأن النبوة صنعة وقد قدم الفيلسوف على النبي، فمن يربط بين المقولتين ير أنهما تخرجان من نفق واحد. وخلاصة الفكرة أن العقل حل محل الوحي في المرحلة الأخيرة من اكتمال البشرية، وتمام النبوة بسيدنا محمد - ﷺ -. وهي من الشوائب الواضحة ولا تمت للإسلام بأي صلة، وأكتفي بهذا القدر من النماذج في تحريف الإسلام وتزييفه في مسألة النبوة ومعجزات الأنبياء عليهم السلام فإنني أظن فيه الغنية لمن يلقي السمع وهو شهيد.
ثانياً: إنكار مخلوقات من عالم الغيب ثبتت بالأدلة القطعية، وأجمع عليها المسلمون وأوّلت تأويلاً باطلاً أخرجها عن مدلول خطاب الشارع، منها:
الملائكة:
(٢) ص ١٧٣، المصدر السابق.