…وخلاصة القول إن الجنة التي وعد الله بها المؤمنين هي منطقة الهلال الخصيب ومصر. والأمر لا يحتاج إلى تعقيب. والرجل يرى أن الكفار هم الجهلة في العلوم. وربما تكون دراسته في الجامعة الأمريكية ودراسته العليا في السوربون لها أثر في تفكيره وفي تفسيره. وله أسوة بأصحاب تفسير المنار(١). حيث أن علي نصوح الطاهر توكأ على عبارة تفسير المنار في فهمه للجنة التي تجري من تحتها الأنهار. وهذه كلها شوائب لا صلة للتفسير بها.
الشيطان والجن:
…لم يخرج علي نصوح الطاهر في فهمه للشيطان ووسوسته عن مفهوم أصحاب تفسير المنار فقال: "هو عامل الشر الخفي (الخناس) الذي يلقي في النفس أحاديث السوء وهو الذي يحطم عنصر الثقة بين الناس بما يبث في نفوسهم من سوء الظن بعضهم بالبعض الآخر"(٢).
…وقال: "إن هذا العامل قد يكون الأجهزة الخفية التي تعمل في الليل أي في الخفاء، وقد يكون هذا العامل من الناس المستأجرين (الطابور الخامس). ولا شك في أن مثل هذا العامل الموسوس الخناس سواء أكان متجسداً في إنسان ظاهر أو خفي، حكومي أو غير حكومي يعمل لبث البلبلة بين الناس من الداخل والخارج يعتبر أكثر العوامل خطراً في حياة الناس أفراداً وجماعات وحكومات فلا غرو إذن من استعاذة المؤمن من شر الوسواس الخناس الذي هو من أخطر أعداء الجنس البشري وأشدها فتكاً في استقراره وطمأنينته". ويلفت النظر إلى أن اليهود يمثلون الوسواس الخناس(٣). وهذه شوائب لا تمت للتفسير بسبب ولا بنسب.
(٢) تفسير القرآن الكريم كما أفهمه، ١٤/٢٨٣.
(٣) المصدر السابق نفسه.