[٢٩٢٩] وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيّان قال: نزلت يوم الجمعة أقبل جماعة من المهاجرين والأنصار من أهل بدر فلم يجدوا مكانا، فأقام النبي ﷺ ناسا ممن تأخر إسلامه فأجلسهم في أماكنهم، فشق ذلك عليهم، وتكلم المنافقون في ذلك، فأنزل الله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا﴾ ١.
[٢٩٣٠] وعن الحسن البصري: المراد بذلك مجلس القتال، قال: ومعنى قوله ﴿انْشُزُوا﴾ انهضوا للقتال٢.
قوله تعالى:
﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ الآية: ١١
[٢٩٣١] وفي صحيح مسلم عن نافع بن عبد الحارث الخزاعي٣ - وكان عامل عمر علي مكة - أنه لقيه بعسفان فقال له: من استخلفت؟ فقال: استخلفت ابن أبزي مولى لنا. فقال عمر: استخلفت مولى؟ قال: إنه قارئ لكتاب الله، عالم بالفرائض. فقال عمر: أما إن نبيكم قد قال: "إن الله

١ فتح الباري ١١/٦٢.
قلت: إسناده ضعيف، فإنه مرسل، ثم إنه يخالف ما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم، ففي صحيح البخاري رقم٦٢٧٠ من رواية ابن عمر عن النبي ﷺ " أنه نهى أن يُقام الرجل من مجلسه ويَجلس فيه آخر، ولكن تفسحوا وتوسعوا ". فحاشا أن ينهى النبي ﷺ عن شيء ثم يفعله، اللهم ما كان خاصا به صلى الله عليه وسلم.
٢ فتح الباري ١١/٦٢.
أخرج ابن جرير ٢٨/١٨ من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به. وذكر السيوطي في الدر المنثور ٨/٨٢ بنحوه، ونسبه إلى عبد بن حميد فقط.
٣ نافع بن عبد الحارث بن خالد الخزاعي، صحابي فتحيّ، وأمّره عمر على مكة فأقام بها إلى أن مات. انظر ترجمته في: أسد الغابة ٥/٢٨٤، رقم٥١٧٦، والإصابة ٦/٣٢١، رقم٨٦٧٨، والتقريب ٢/٢٩٥.


الصفحة التالية
Icon