عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال :" إِنَّ لِلْجِنِّ شَيَاطِينَ يُضِلُّونَهُمْ مِثْلَ شَيَاطِينِ الإِنْسِ يُضِلُّونَهُمْ، قَالَ: فَيَلْقَى شَيْطَانُ الإِنْسِ َشَيْطَانَ الْجِنِّ، فيَقُولُ هَذَا لِهَذَا : أَضْلِلْهُ بِكَذَا، وَأَضْلِلْهُ بِكَذَا، قَالَ: فَهُوَ قَوْلُهُ تعالى ﴿ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ﴾ " (١)
﴿ ؟ چ چ چ چ؟ ﴾ : فلا يظنّ ظانٌّ أنَّ في الكون إرادةً نافذةً غير إرادة الله، وليعلمْ أن هذه السنن الإلهية : تتمخَّضُ عن حكمٍ وغاياتٍ، فلا يقعُ في ملكِ الله إلا ما أراده وقدَّره ﴿ ؟ ؟ ؟ ﴾ : فهم أهونُ وأحقرُ مِنْ أنْ تشغلَ بالَكَ بهم ؛ فتنصرفَ عن رسالتِكَ، فَدَعْهُمْ وَأَعْرِضْ عنهم وعن أكاذيبِهِم وافتراءاتِهِم.
وتنطوي هذه العبارةُ القرآنيةِ ﴿ ؟ ؟ ؟ ﴾ على تهديدٍ لهم ووعيدٍ.
وفي هذا دعوةٌ إلى مقاطعةِ كلِّ ما يُصيغونه ويَحيكونه من ضلالات وافتراءات، ومن ذلك وسائلُ إعلامهم المضلِّلةِ، فينبغي الدعوةُ إلى هجرِها بل والتصدِّي لها ؛ حتى لا تقومَ لها قائمةٌ ولا تُروَّجَ لها بضاعةٌ.
﴿ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ ژ ڑ ڑ ک ﴾
الإصغاءُ : استماعٌ مع ميلٍ، وهذا ينطبق على هذا الإعلام الفاسدِ الذي يجذبُ الانتباه ويخلبُ الأنظارَ ويسلبُ المشاعرَ ويأخذُ بالعقولِ ويستحوِذُ على النفوسِ.
ولكَ أن تتخيَّلَ على سبيل المثال : هيئةَََََ ذلك الجالسِ أمام الرائي [ التليفاز] وقد مالَ إليه بقلبِه وحسِّه وأقبلَ عليه بسمعِهِ وبصرِهِ شأنُ العاشقِ الولهانِ.
ولسانُ حاله يقول :

وفي حُبِّهَا بعتُ السعادةَ بالشَّقَا ضَلَالاً وعقلِي عَنْ هُدَايَ لَهُ عقلُ
وفَرَّغتُ قَلْبِي مِنْ وجوديَ مُخْلِصاً لعلِّي فِي شُغْلِي إِلَيهَا بِها أَخْلُو
وأصبُو إِلى العُذَّالِ حُباً لِذِكْرِهَا كأنَّهُمْ ما بيننا فِي الهَوى رُسْلُ
(١) - تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم ٤ / ١٣٢٧


الصفحة التالية
Icon