ولقد ترجم البخاري في صحيحه كتاب العلم بابا بعنوان :" بَاب طَرْحِ الْإِمَامِ الْمَسْأَلَةَ عَلَى أَصْحَابِهِ لِيَخْتَبِرَ مَا عِنْدَهُمْ مِنْ الْعِلْمِ "، ذكر فيه عدَّة أحاديث منها حديث النخلة، عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( إِنَّ مِنْ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وَإِنَّهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ، حَدِّثُونِي مَا هِيَ ؟ قَالَ فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، فَاسْتَحْيَيْتُ ثُمَّ قَالُوا : حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : هِيَ النَّخْلَةُ ). (١)
ضرب المثل
عُنِيَ القرآن الكريم بضرب الأمثال فهي وسيلةٌ من وسائلِ الإقناعِ وأسلوبٌ من أساليبِ التقريرِ لما فيها من تقريب المعاني وترسيخها في الأذهان، وصياغتها في صورٍ حيةٍ محسوسةٍ ومشاهدَ واقعيَّةٍ ملموسة، فتأتي تلك الأمثال ملامسةً للواقع الذي يعيشُه المخاطبُ، مما يجعلها أكثر الأساليب تأثيرا على الوجدان، ٹ ٹ ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ [الحشر: ٢١]. وٹ ٹ ژ پ پ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ [إبراهيم: ٢٥ ].
والسورة الكريمة زاخرةٌ بجميع أساليب الإقناع وفنون الحوار ففيها القصص وفيها الأمثال وفيها الوصايا الخالدة وفيها الترغيب والترهيب.
ولقد ورد في السورة مثال له دلالتُه في الأذهان وله وقعه في الوجدان، وله تعبيره عن واقع كثيرٍ من أهل الحيرةِ والضلال الذين لم يجمعوا أمرهم ولم يتخذوا قرارهم الحاسم في اللحاق بقافلة الإيمان بعد أن ظهر لهم الحق وبان ! فماذا ينتظرهم ؟