﴿ وَاسْتَغْنَى ﴾ [الليل : ٨].
أي : رأى نفسه غير مفتقر إلى ربه، وذلك عنوان الكبر والتجرؤ على محارم الله.
﴿ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ﴾ [الليل : ٩].
أي : بلا إله إلا الله وحقوقها، وجزاء المقيمين لها والتاركين لها.
﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾ [الليل : ١٠].
أي : لكل حالة عسرة في معاشه ومعاده.
* فائدة : خطابات القرآن للناس خبرا وأمرا ونهيا قسمان :
أحدهما : وهو الأكثر جدا خطاب عام يخاطب به جميع الناس، ويتعلق الخبر أو الحكم فيهم في حالة واحدة مثل الخبر عن الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ومثل الأمر بالصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والبر والصلة والعدل والنهي عن ضد ذلك ؛ وهذا لأن القرآن هداية وبيان للناس، وهم مستوون في تعلق تلك الأحكام فيهم ما لم يمنع مانع عجز عن بعض الواجبات فيرتب عليه حكمه.
القسم الثاني : الخطاب العام من جهة، الخاص من جهة أخرى، وذلك كالخطاب المتعلق بالعبادات المعلقة على أوقاتها، كالأمر بالصلوات الخمس لأوقاتها، كقوله :
﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ﴾ [الإسراء : ٧٨].


الصفحة التالية
Icon