وقال قوم بل في الآية تقديم وتأخير، والتقدير إنما الآيات عند الله ولا ينزلها، لأنها إذا جاءت لا يؤمنون فهذه ثلاثة أقوال ومن ذلك قوله تعالى "وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون" قالوا لا زائدة والتقدير وحرام على قرية أهلكناها رجوعها إلى الدنيا، ف لا زائدة وقال أبو علي إن قوله أنهم لا يرجعون داخل في المصدر، الذي هو حرام؛ وخبر حرام مضمر والتقدير وحرام على قرية أهلكناها بأنهم لا يرجعون، موجود، أو كائن، أو مقضى، أي حرام عليهم بالاستئصال وجودهم في الدنيا أو رجوعهم إليها وأما قوله تعالى "فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون" لا يخلو لا من أن يكون لتأكيد النفي، كالتي في قولك ما قائم زيد ولا عمرو فيفيد أن كل واحد منتف على حياله أو يكون لا نفيا مستأنفا فالدلالة على الوجه الأول أنك لو حملته على الوجه الثاني لم يجز حتى تكررها، كما تقول لا زيد عندك ولا عمرو فلما لم تكرر علمت أنها على الوجه الأول ولا يكون مثل
حياتك لا نفع وموتك فاجع