المسمى بها الفعل فيها ضمير فاعل، كما أن في قولنا اضرب وما أشبهه من أمثلة الأمر ضمير فاعل، إنك لما عطفت عليه المضمر المرفوع أكدته، كما أنك لما عطفت على الضمير المرفوع في مثال الأمر أكدته وذلك نحو قوله تعالى "مكانكم أنتم وشركاؤكم" لما عطف الشركاء على مكانكم، وكان قوله مكانكم بمنزلة قولك اثبتوا، واسما لهذا الفعل، أكد بأنتم؛ كما أنه لما عطف على المضمر المرفوع في مثال الأمر أكد في قوله تعالى "فاذهب أنت وربك فقاتلا"، "اسكن أنت وزوجك الجنة" فإذا ثبت احتمال هذه الأسماء المسمى بها الفعل الضمير، كما احتملته أمثلة الأمر، ثبت أنها جمل وإذا كانت جملاً لم تصح أن تكون من أسماء الله سبحانه، وأن القائل بذلك مخطئ، لا دعائه ما لا دليل عليه وقد قامت الدلالة على فساده ألا ترى أن أسماء الله ليس فيها ما هو جملة، وأنها كلها مفردة، وهي على ضربين أحدهما ما كان صفة، نحو عالم، وقادر، وخالق، ورازق والآخر ما كان مصدراً، نحو الإله، والسلام، والعدل فإذا لم تخل من هذين الضربين، ولم يكن آمين من واحد من هذين، ولا اسما غير وصف ولا مصدراً، كقولنا شئ ثبت أنه ليس منها فأما ما روى عن جرير بن عبد الحميد، عن منصور بن المعتمر عن هلال بن يساف، عن مجاهد أنه قال آمين اسم من أسماء الله تعالى فعندنا هذا الاسم لما تضمن الضمير المرفوع الذي وصفنا، وذلك الضمير مصروف إلى الله سبحانه، قال إنه اسم الله على هذا التقدير، ولم يرد أن الكلمة اسم من أسماء الله دون الضمير، كعالم، ورازق فإذا احتمل هذا الذي وصفت لم يكن فيما روى عنه حجة لمن قال إن جملة الكلمة اسم ومما يدل على أنه ليس باسم من أسماء الله تعالى، وأنه من أسماء الأفعال على ما ذكرت، أنه مبني، كما أن هذه الأسماء الموضوعة للأمر مبنية وليس في أسماء الله تعالى اسم مبني على هذا الحد فلما كان هذا الاسم مبنياً كصه، وإيه، ونحوهما دل ذلك على أنه بمنزلتهما، وليس من أسماء القديم سبحانه،