فمن ذلك قوله تعالى "صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم" قال قوم إنما انجر غير لأنه بدل من الذين وهو معرفة، ولا كلام في هذا وقال قوم بل هو صفة ل الذين فقيل لهم إن غيراً أبداً نكرة، فكيف تجري وصفاً على المعرفة؟ وإنما قالوا ذلك لأنك إذا قلت مررت برجل غيرك، فكل الناس غير المخاطب وقال أبو إسحاق في ذلك إن غيرا جرى وصفا ل الذين هنا، لأن معنى الذين أنعمت عليهم كل من أنعم الله عليه منذ زمن آدم إلى قيام الساعة وليسوا مقصوداً قصدهم
وقال أبو بكر بن دريد غير إذا أضيف إلى اسم يضاد الموصوف وليس له ضد سواه، يتعرف غير بالإضافة، كقولك مررت بالمسلك غير الكافر، وعليك بالحركة غير السكون، لا يضاد المنعم عليهم إلا المغضوب عليهم، فتعرف غير وقال أبو علي يشكل هذا بقوله "اخرجنا نعمل صالحاً غير الذى كنا نعمل" ومثل غير المغضوب قول تعالى "لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر" فمن رفع غيرا جعله تابعاً ل القاعدين على الوجهين وكذا قوله "او التابعين غير أولى الإربة من الرجال"، فيمن جر غيرا
التاسع
ما جاء في التنزيل من كاف الخطاب
المتصلة ولا موضع لها من الإعراب