بالحسب، فقال تعالى: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ [٣/١٧٣]، وقال تعالى: ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ﴾ [٩/١٢٩]، إلى غير ذلك من الآيات.
فإن قيل: هذا الوجه الذي دل عليه القرآن، فيه أن العطف على الضمير المخفوض من غير إعادة الخافض، ضعفه غير واحد من علماء العربية، قال ابن مالك في "الخلاصة": "الرجز"
وعود خافض لدى عطف على | ضمير خفض لازماً قد جعلا |
الأول: أن جماعة من علماء العربية صححوا جواز العطف من غير إعادة الخافض، قال ابن مالك في "الخلاصة": "الرجز"
وليس عندي لازماً إذ قد أتى | في النظم والنثر الصحيح مثبتا |
الوجه الثاني: أنه من العطف على المحل؛ لأن الكاف مخفوض في محل نصب، إذ معنى ﴿حَسْبُكَ﴾: يكفيك، قال في "الخلاصة": "الرجز"
وجر ما يتبع ما جر ومن | راعى في الاتباع المحل فحسن |
والعطف إن يمكن بلا ضعف أحق | والنصب مختار لدى ضعف النسق |
قوله تعالى: ﴿وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾،
لم يعين تعالى في هذه الآية الكريمة المراد بأولي الأرحام، واختلف العلماء في هذه الآية،