البخاري.
والحديث الأول: دل على أن النَّبي ﷺ جعل إشارته إلى اللسان أن الله يعذب به كنطقه بذلك.
والحديث الثاني: جعل فيه النَّبي ﷺ إشارته إلى كعب بن مالك أن يسقط نصف ديته عن ابن أبي حدود ويأخذ النصف الباقي منه كنطقه بذلك.
والحديث الثالث: جعلت فيه عائشة إشارتها لأختها أن الكسوف آية من آيات الله هي السبب في صلاة النَّبي صلى الله عليه وسلم، كنطقها بذلك.
والحديث الرابع: جعل فيه النبي ﷺ إشارته إلى أبي بكر رضي الله عنه أن يتقدم كنطقه له بذلك. وإيضاح ذلك هو ما رواه البخاري عن أنس في باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة.
قال أنس: لم يخرج النبي ﷺ ثلاثاً، فأقيمت الصلاة فذهب أبو بكر يتقدم. فقال نبي الله ﷺ بالحجاب فرفعه فلما وضح وجه النبي ﷺ ما نظرنا منظراً كان أعجب إلينا من وجه النبي ﷺ حين وضح لنا. فأومأ النبي ﷺ بيده إلى أبي بكر أن يتقدم: وأرخى النبي ﷺ الحجاب فلم يقدر عليه حتى مات ا هـ. هذا لفظ البخاري وقد جعل النبي ﷺ في هذا الحديث في مرض موته وقبل وفاته ﷺ بقليل إشارته إلى أبي بكر أن يتقدم ليصلي بالناس كنطقه له بذلك. لأن أبا بكر رضي الله عنه لما رأى النبي ﷺ كشف الحجاب نكص على عقيبه ليصل الصف، وظن أن النبي ﷺ خارج إلى الصلاة كما ثبت في صحيح البخاري في الباب المذكور آنفاً من حديث أنس، فأشار إليه أن يتقدم، وقامت الإشارة مقام النطق.
والحديث الخامس: جعل فيه النبي ﷺ الفتيا بإشارة اليد كالفتيا بالنطق.
وإيضاحه هو ما رواه البخاري في كتاب العلم في باب من أجاب الفتيا بإشارة اليد والرأس حدثنا موسى بن إسماعيل، قال حدثنا وهيب. قال حدثنا أيوب، عن عكرمة عن ابن عباس: أن النبي ﷺ سئل في حجته فقال: ذبحت قبل أن أرمي فأومأ بيده قال: "ولا حرج"، قال حلقت قبل أن أذبح. فأومأ بيده ولا حرج. ومن أمثلة الفتيا بإشارة اليد ما رواه البخاري في هذا الباب المذكور آنفاً من حديث أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: "يقبض العلم ويظهر الجهل والفتن"، ويكثر الهرج قيل: يا رسول الله، وما الهرج فقال: "هكذا" بيده فحرفها كأنه يريد القتل ا هـ فجعل ﷺ إشارته بيده كنطقة: بأن


الصفحة التالية
Icon