في الدنيا والآخرة والبرزخ.
فقال في هلاكهم في الدنيا: ﴿وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ﴾، وأمثالها من الآيات.
وقال في مصيرهم في البرزخ: ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً﴾.
وقال في عذابهم في الآخرة: ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾.
وما دلت عليه هذه الآية الكريمة، من حيق المكر السيىء، بالماكر أوضحه تعالى في قوله: ﴿وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾.
والعرب تقول: حاق به المكروه يحيق به حيقاً وحيوقاً، إذا نزل به وأحاط به، ولا يطلق إلا على إحاطة المكروه خاصة.
يقال: حاق به السوء والمكروه، ولا يقال حاق به الخير، فمادة الحيق من الأجوف الذي هو يائي العين، والوصف منه حائق على القياس، ومنه قول الشاعر:
فأوطأ جُرْد الخيل عقر دِيارِهم | وحاقَ بهمْ من يأس ضبَّة حائقُ |
إن يسكن السابق من وَاوٍ وَيَا | واتصلا ومن عروض عَرِيَا |
فياء الواو فليِّنْ مدغما | وشذَّ معطي غير ما قد رسما |
قوله تعالى: ﴿يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ﴾، أصله: يتفاعلون من الحجة أي: يختصمون، ويحتج بعضهم على بعض، وما تضمنته هذه الآية الكريمة، جاء موضحاً في آيات من كتاب الله، كقوله تعالى: ﴿إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ﴾ وقوله تعالى: {وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ