وقوله تعالى: ﴿وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى﴾ [الليل: ١١]، وقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ﴾ [الأنعام: ٩٤]، إلى غير ذلك من الآيات.
وقد قدمنا طرفا من هذا في سورة الكهف في الكلام على قوله تعالى: ﴿وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْهَا مُنْقَلَباً﴾ [الكهف: ٣٦].
ولنرجع إلى تفسير ألفاظ الآية الكريمة. فقوله: ﴿لَجَعَلْنَا﴾ أي صيرنا، وقوله: ﴿لِبُيُوتِهِمْ﴾ بدل اشتمال مع إعادة العامل، من قوله: ﴿لِمَنْ يَكْفُرُ﴾، وعلى قراءة: ﴿سُقُفاً﴾ بضمتين، فهو جمع سقف، وسقف البيت معروف.
وعلى قراءة: ﴿سَقْفاً﴾ بفتح السين، وسكون القاف: فهو مفرد أريد به الجمع.
وقد قدمنا في أول سورة الحج في الكلام على قوله تعالى: ﴿ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً﴾ [الحج: ٥]، أن المفرد إذا كان اسم جنس، يجوز إطلاقه مرادا به الجمع وأكثرنا من أمثلة ذلك في القرآن، ومن الشواهد العربية على ذلك.
وقوله: ﴿وَمَعَارِجَ﴾ الظاهر أنه جمع معرج بلا ألف بعد الراء.
والمعرج والمعراج بمعنى واحد وهو الآلة التي يعرج بها أي يصعد بها إلى العلو.
وقوله: ﴿يَظْهَرُونَ﴾ أي يصعدون ويرتفعون، حتى يصيروا على ظهور البيوت. ومن ذلك المعنى قوله تعالى: ﴿فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً﴾ [الكهف: ٩٧].
والسرر جمع سرير، والاتكاء معروف.
والأبواب جمع باب وهو معروف، والزخرف الذهب.
قال الزمخشري: إن المعارج التي هي المصاعد، والأبواب والسرر كل ذلك من فضة، كأنه يرى اشتراك المعطوف والمعطوف عليه في ذلك، وعلى هذا المعنى فقوله: ﴿زُخْرُفاً﴾ مفعول، عامله محذوف والتقدير وجعلنا لهم مع ذلك زخرفا.


الصفحة التالية
Icon