صفحة رقم ٤١٢
قال عبد الله بن محمد بن عقيل : وأصابهم يوماً عطش شديد فجعلوا ينحرون إبلهم ويعصرون أكراشها فيشربون ماءها، قال عمر بن الخطاب فأمطر الله السماء بدعاء النبي ( ﷺ ) فغشينا.
وفي هذه التوبة من الله على النبي ( ﷺ ) والمهاجرين والأنصار وجهان محتملان :
أحدهما : استنقاذهم من شدة العسر.
والثاني : أنها خلاصهم من نكاية العدوّ. وعبر عن ذلك بالتوبة وإن خرج عن عرفها لوجود معنى التوبة فيه وهو الرجوع إلى الحالة الأولى.
) مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ( فيه وجهان :
أحدهما : تتلف بالجهد والشدة.
والثاني : تعدِل عن الحق في المتابعة والنصرة، قاله ابن عباس.
) ثُمَّ تَابَ عَلَيهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ( وهذه التوبة غير الأولى، وفيها قولان :
أحدهما : أن التوبة الأولى في الذهاب، والتوبة الثانية في الرجوع.
والقول الثاني : أن الأولى في السفر، والثانية بعد العودة إلى المدينة.
فإن قيل بالأول، أن التوبة الثانية في الرجوع، احتملت وجهين :
أحدهما : أنها الإذن لهم بالرجوع إلى المدينة.
الثاني : أنها بالمعونة لهم في إمطار السماء عليهم حتى حيوا، وتكون التوبة على هذين الوجهين عامة.
وإن قيل إن التوبة الثانية بعد عودهم إلى المدينة احتملت وجهين :
أحدهما : أنها العفو عنهم من ممالأة من تخلف عن الخروج معهم.
الثاني : غفران ما همَّ به فريق منهم من العدول عن الحق، وتكون التوبة على هذين الوجهين خاصة.
( التوبة :( ١١٨ - ١١٩ ) وعلى الثلاثة الذين.....
" وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت