صفحة رقم ٤١٧
يراكم من أحد ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون " ( قوله عز وجل :) أَوَ لاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ( الآية.
في معنى الافتتان هنا ثلاثة أوجه :
أحدها : يبتلون، قاله ابن عباس.
الثاني : يضلون، قاله عبد الرحمن بن زيد.
الثالث : يختبرون، قاله أبو جعفر الطبري.
وفي الذي يفتنون به أربعة أقاويل :
أحدها : أنه الجوع والقحط، قاله مجاهد.
الثاني : أنه الغزو والجهاد في سبيل الله، قاله قتادة.
الثالث : ما يلقونه من الكذب على رسول الله ( ﷺ )، قاله حذيفة بن اليمان.
الرابع : أنه ما يظهره الله تعالى من هتك أستارهم وسوء نياتهم، حكاه علي بن عيسى.
وهي في قراءة ابن مسعود :) أَوَ لاَ تَرَى أَنَّهُم يُفْتَنُونَ ( خطاباً لرسول الله ( ﷺ ).
( التوبة :( ١٢٨ - ١٢٩ ) لقد جاءكم رسول.....
" لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم " ( قوله عز وجل :) لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ ( فيه قراءتان :
إحداهما : من أنفسكم بفتح الفاء ويحتمل تأويلها ثلاثة أوجه :
أحدها : من أكثركم طاعة لله تعالى.
الثاني : من أفضلكم خلقاً.
الثالث : من أشرفكم نسباً.