صفحة رقم ٦٦
وفي قوله :) مِّنَ الصَّيْدِ ( قولان :
أحدهما : أن ) مِّنَ ( للتبعيض في هذا الموضع لأن الحكم متعلق بصيد البَرِّ دون البحر، وبصيد الحرم والإِحرام دون الحل والإِحلال.
والثاني : أن ) مِّنَ ( في هذا الموضع داخلة لبيان الجنس نحو قوله تعالى :) اجْتَنِبُواْ الرِّجْسَ مِنَ الأوْثَانِ ( " [ الحج : ٣٠ ] قاله الزجاج.
) تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ ( فيه تأويلان :
أحدهما : ما تناله أيدينا : البيض، ورماحنا : الصيد، قال مجاهد.
والثاني : ما تناله أيدينا : الصغار، ورماحنا : الكبار، قاله ابن عباس.
) لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ ( فيه أربعة تأويلات :
أحدها : أن معنى ليعلم الله : ليرى، فعبر عن الرؤية بالعلم لأنها تؤول إليه، قاله الكلبي.
والثاني : ليعلم أولياؤه من يخافه بالغيب.
والثالث : لتعلموا أن الله يعلم من يخافه بالغيب.
والرابع : معناه لتخافوا الله بالغيب، والعلم مجاز، وقوله :) بِالْغَيْبِ ( يعني بالسر كما تخافونه في العلانية.
) فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ ( يعني فمن اعتدى في الصيد بعد ورود النهي.
) فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( أي مؤلم، قال الكلبي : نزلت يوم الحديبية وقد غشي الصيد الناس وهم محرمون.
قوله تعالى :) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ ( فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : يعني الإِحرام بحج أو عمرة، قاله الأكثرون.
والثاني : يعني بالحرم الداخل إلى الحرم، يقال أحرم إذا دخل في الحرم، وأَتْهَمَ إذا دخل تهامة، وأَنْجَدَ إذا دخل نجد، ويقال أحرم لمن دخل في الأشهر الحرم. قاله بعض البصريين.