صفحة رقم ٧١
ألحفوه بالمسألة، فصعد المنبر ذات يوم فقال :( لاَ تَسْأَلُونِي عَنْ شَيءٍ إِلاَّ بَيَّنْتُ لَكُمْ ) قال أنس : فجعلت أنظر يميناً وشمالاً فأرى كل الناس لاق ثوبه فى رأسه يبكي، فسأل رجل كان إذا لاحى يدعى إلى غير أبيه فقال : يا رسول الله مَنْ أبي ؟ فقال :( أَبُوكَ حُذَافَةُ ) فأنشأ عمر فقال : رضينا بالله رباً وبالإِسلام ديناً وبمحمد عليه السلام رسولاً عائذاً بالله من سوء الفتن، فأنزل الله تعالى :) لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ (.
والثاني : ما روى الحسن بن واقد عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال : خطبنا رسول الله ( ﷺ ) فقال :( أَيُّهَا النَّاسُ كَتبَ اللَّهُ عَلَيكُمُ الحَجَّ فَحِجُّوا ) فقام محصن الأسدي وقال : في كل عام يا رسول الله ؟ فقال :( أَمَا إِنِّي لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ، وَلَوْ وَجَبَتْ ثُمَّ تَرَكْتُم لَضَلِلْتُمْ، اسْكَتُوا عَنِّي مَا سَكَتُّ عَنْكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبَْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ واخْتِلاَفِهِم عَلَى أَنْبِيائِهِمْ ) فأنزل الله تعالى :) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَسْأَلُوا... (.
والثالث : أنها نزلت في قوم سألوا رسول الله ( ﷺ ) على البحيرة والسائبة والوصيلة والحام، قاله ابن عباس.
) وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرءَانُ تُبْدَ لَكُمْ ( جعل نزول القرآن عند السؤال موجباً بتعجيل الجواب.
) عَفَا اللَّهُ عَنْهَا ( فيها قولان :
أحدهما : عن المسألة.
والثاني : عن الأشياء التي سألوا عنها.
قوله تعالى :) قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ ( فيه أربعة تأويلات :


الصفحة التالية
Icon