صفحة رقم ٢٦٤
الليل وملائكة النهار ) وفي هذا دليل على أنها ليست من صلاة الليل ولا من صلاة النهار.
قوله عز وجل :) ومن الليل فتهجد به نافلة لك ( أما الهجود فمن أسماء الأضداد، وينطلق على النوم وعلى السهر، وشاهد انطلاقه على السهر قول الشاعر :
ألا زارت وأهْلُ مِنىً هُجُود
ولَيْتَ خَيَالَهَا بِمِنىً يعُود
وشاهد انطلاقه على النوم قول الشاعر :
أَلا طَرَقَتْنَا والرِّفَاقُ هُجُود
فَبَاتَتْ بِعُلاَّت النّوالِ تجود
أما التهجد فهو السهر، وفيه وجهان :
أحدهما : السهر بالتيقظ لما ينفي النوم، سواء كان قبل النوم أو بعده.
الثاني : أنه السهر بعد النوم، قاله الأسود بن علقمة.
وفي الكلام مضمر محذوف وتقديره : فتهجد بالقرآن وقيام الليل نافلة أي فضلاً وزيادة على الفرض.
وفي تخصيص النبي ( ﷺ ) بأنها نافلة له ثلاثة أوجه :
أحدها : تخصيصاً له بالترغيب فيها والسبق إلى حيازة فضلها، اختصاصها بكرامته، قاله علي بن عيسى.
الثاني : لأنها فضيلة له، ولغيره كفارة، قاله مجاهد.
الثالث : لأنها عليه مكتوبة ولغيره مستحبة، قاله ابن عباس.
) عسى أن يبعثك ربُّك مقاماً محموداً ( فيه ثلاثة أقاويل :