صفحة رقم ٧٥
الثاني : يتقي الله تعالى ويصبر على بلواه. وهو محتمل.
) فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ( فيه قولان :
أحدهما : في الدنيا.
الثاني : في الآخرة.
قوله عز وجل :) قالوا تالله آثرك اللهُ علينا ( مأخوذ من الإيثار، وهو إرادة تفضيل أحد النفسين على الآخر، قال الشاعر :
والله أسماك سُمًّا مباركاً
آثرك الله به إيثارَكاً
) وإن كنا لخاطئين ( أي فيما صنعوا بيوسف، وفيه قولان :
أحدهما : آثمين.
الثاني : مخطئين. والفرق بين الخاطئ والمخطئ أن الخاطئ آثم.
فإن قيل : فقد كانوا عند فعلهم ذلك به صغاراً ترفع عنهم الخطايا.
قيل لما كبروا واستداموا إخفاء ما صنعوا صاروا حينئذ خاطئين.
قوله عز وجل :) قال لا تثريب عليكم ( فيه قولان أربعة تأويلات :
أحدها : لا تغيير عليكم، وهو قول سفيان ابن عيينة.
الثاني : لا تأنيب فيما صنعتم، قاله ابن إسحاق.
الثالث : لا إباء عليكم في قولكم، قاله مجاهد.
الرابع : لا عقاب عليكم وقال الشاعر :
فعفوت عنهم عفو غير مثربٍ
وتركتهم لعقاب يومٍ سرمد
) اليوم يغفر الله لكم ( يحتمل وجهين :
أحدهما : لتوبتهم بالاعتراف والندم.
الثاني : لإحلاله لهم بالعفو عنهم.
) وهو أرحم الراحمين ( يحتمل وجهين : أحدهما : في صنعه بي حين جعلني ملكاً.


الصفحة التالية
Icon