صفحة رقم ٧٧
وجدها ليوسف، مأخوذ من قولهم تنسمت رائحة كذا وكذا إذا قرب منك ما ظننت أنه سيكون.
والقول الثاني : وهو قول الجمهور أنه شم ريح يوسف التي عرفها.
قال جعفر بن محمد رضي الله عنه : وهي ريح الصبا. ثم اعتذر فقال :
) لولا أن تفندّون ( فيه أربعة أقاويل :
أحدها : لولا أن تسفهون، قاله ابن عباس ومجاهد، ومنه قول النابغة الذبياني :
إلا سليمان إذ قال المليكُ له
قم في البرية فا جددها عن الفنَد
أي عن السفة.
الثاني : معناه لولا أن تكذبون، قاله سعيد بن جبير والضحاك، ومنه قول الشاعر :
هل في افتخار الكريم من أود
أم هل لقول الصديق من فند
أي من كذب.
الثالث : لولا أن تضعّفون، قاله ابن إسحاق. والتفنيد : تضعيف الرأي، ومنه قول الشاعر :
يا صاحبي دعا لومي وتفنيدي فليس ما فات من أمري بمردود
وكان قول هذا لأولاد بنيه، لغيبة بنيه عنه، فدل هذا على أن الجدَّ أبٌ.
الرابع : لولا أن تلوموني، قاله ابن بحر.
ومنه قول جرير :
يا عاذليَّ دعا الملامة واقصِرا طال الهوى وأطلْتُما التفنيدا
واختلفوا في المسافة التي وجد ريح قميصه منها على ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه وجدها من مسافة عشرة أيام. قاله أبو الهذيل.