" صفحة رقم ١٩٠ "
يعني أيقنوا.
والظن من الأضداد يكون شكّاً ويقيناً كالرّجاء يكون أملاً وخوفاً.
) أنّهم ملاقوا ربّهم ( معاينوا ربّهم في الآخرة ) وأنّهم إليه راجعون ( فيجزيهم بأعمالهم.
البقرة :( ٤٧ ) يا بني إسرائيل.....
) يا بني إسرائيل إذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضّلتكم على العالمين ( يعني عالمي زمانكم.
البقرة :( ٤٨ ) واتقوا يوما لا.....
) واتقوا يوماً ( أي واحذروا يوماً واخشوا يوم.
) لا تجزي ( أي لا تقضي ولا تكفي ولا تغني.
ومنه الحديث عن أبي بردة بن ديّان في الأضحية : لا تجزي عن أحد بعدك.
وقرأ أبو السماك العدوي : لا تجزي مضمومة التّاء مهموزة الياء من أجزأ يجزي إذا كفي. قال الشاعر :
وأجزأت أمر العالمين ولم يكن
ليجْزي إلاّ كامل وابن كامل
وقال الزجاج : وفي الآية إضمار معناه :) لا تجزي نفس عن نفس شيئاً ( من الشدائد والمكاره.
وأنشد الشاعر :
ويوم شهدناه سليماً وعامرا
أي شهدنا فيه.
وقيل : معناه : ولا تغني نفس مؤمنة ولا كافرة عن نفس كافرة.
) ولا يقبل منها شفاعة ( إذا كانت كافرة.
قرأ أهل مكّة والبصرة : بالتّاء لتأنيث الشفاعة. وقرأ الباقون : بالياء لتقديم الفعل.
وقرأ قتادة :( ولا يقبل منها شفاعة ) بياء مفتوحة، ونصب الشفاعة أي لا يقبل الله.
) ولا يؤخذ منها عدل ( فداءاً كانوا يأخذون في الدنيا، وسمّي الفداء عدلاً لأنّه يعادل المفدّى ويماثله قال الله عزّ وجلّ :) أو عدل ذلك صياما ( ) ولا هم ينصرون ( أي يمنعون من عذاب الله.