[ أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون ] اي أفلم يتبين لكفار مكة الذين كذبوك، كم أهلكنا قبلهم من الامم الخالية، المكذبين لرسلهم ؟
[ يمشون في مساكنهم ] اي يرون مساكن عاد وثمود، ويعاينون آثار هلاكهم، أفلا يتعظون ويعتبرون ؟
[ إن في ذلك لآيات لأولي النهى ] اي ان فى آثار هذه الامم البائدة، لدلالات وعبرا، لذوي العقول السليمة
[ ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى ] اى لولا قضاء الله بتأخير العذاب عنهم، ووقت مسمى لهلاكهم، لكان العذاب واقعا بهم، قال الفراء : في الآية تقديم وتأخير، والمعنى : ولولا كلمة وأجل مسمى لكان لزاما اي لكان العذاب لازما لهم، وانما اخره لتعتدل رءوس الآى
[ فاصبر على ما يقولون ] اي فاصبر يا محمد على ما يقول هؤلاء المكذبون من قومك
[ وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ] اى صل وانت حامد لربك، قبل طلوع الشمس (صلاة الصبح ) وقبل غروبها (صلاة العصر)
[ ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار ] اى وصل لربك في ساعات الليل، في اول النهار وآخره
[ لعلك ترضى ] اي لعلك تعطى ما يرضيك، قال القرطبى : كثر المفسرين ان هذه الآية اشارة الى الصلوات الخمس [ قبل طلوع الشمس ] صلاة الصبح [ وقبل غروبها ] صلاة العصر [ ومن آناء الليل ] صلاة العشاء [ وأطراف النهار ] صلاة المغرب والظهر، لأن الظهر في آخر طرف النهار الأول، وغروب الشمس آخر طرف النهار الأخير
[ ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ] اى لا تنظر الى ما متعنا به اصنافا من الكفار، من نعيم الدنيا وبهرجها الخادع
[ زهرة الحياة الدنيا ] اي زينة الحياة الدنيا
[ لنفتنهم فيه ] اي لنبتليهم ونختبرهم بهذا النعيم، حتى يستوجبوا العذاب بكفرهم
[ ورزق ربك خير وأبقى ] اي ثواب الله خير من هذا النعيم الفاني وأدوم، قال المفسرون : الخطاب للرسول، والمراد به أمته، لأنه عليه السلام كان أزهد الناس في الدنيا، وأشد رغبة فيما عند الله
[ وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ] اى وأمر يا محمد أهلك وأمتك بالصلاة، واصبر أنت على أدائها بخشوعها وآدابها
[ لا نسألك رزقا نحن نرزقك ] اي لا نكلفك أن ترزق نفسك وأهلك، بل نحن نتكفل برزقك وإياهم
[ والعاقبة للتقوى ] اي العاقبة الحميدة لأهل التقوى، قال ابن كثير : اي حسن العاقبة وهي الجنة لمن اتقى الله
[ وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه ] اي قال المشركون : هلا يأتينا محمد بمعجزة تدل على صدقه ؟
[ أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى ] اي أولم يكتفوا بالقرآن المعجزة الكبرى لمحمد عليه السلام، المحتوي على أخبار الامم الماضية ؟ والاستفهام للتوييخ والتقريع، بين تعالى ان هذا القرآن، الذي سبق التبشير به في الكتب الإلهية السابقة، اعظم الآيات في الاعجاز، وهو الآية الباقية الى يوم القيامة
[ ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله ] اي لو انا اهلكنا كفار مكة، من قبل نزول القرآن وبعثة محمد،
[ لقالوا ربنا لولا أرسلت الينا رسولا ] اي لقالوا يا ربنا : هلا أرسلت الينا رسولا حتى نؤمن به ونتبعه
[ فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى ] اي فنتمسك بآياتك، من قبل ان نذل بالعذاب، ونفتضح على رءوس الاشهاد قال المفسرون : اراد تعالى ان يبين أنه لا حجة لأحد على الله بعد ارسال الرسل وانزال الكتب، فلم يترك لأحد حجة ولا عذرا
[ قل كل متربص ] اي قل يا محمد لهؤلاء المكذبين : كل منا ومنكم منتظر دوائر الزمان، ولمن يكون النصر
[ فتربصوا ] امر تهديد اي فانتظروا العاقبة والنتيجة
[ فستعلمون من أصحاب الصراط السوى ] اي فستعلمون عن قريب، من هم اصحاب الطريق المستقيم، هل نحن ام انتم ؟