١ لم نجر في هذا الكتاب على الخوض في المسائل العلمية والفقهية إلا نادرا، وإلا فيما له علاقة بالاعراب أو البيان، وقد خاض العلماء كثيرا في كيفية تقسيم الخمس ونلخص آراء الأئمة بما لا يخرج عن أسلوبنا.
قسمة الخمس عند أبي حنيفة أنها كانت في عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على خمسة أسهم : سهم لرسول اللّه، وسهم لذوي قرباه، وثلاثة أسهم لليتامى والمساكين وابن السبيل.
أما عند الشافعي فيقسم على خمسة أسهم : سهم لرسول اللّه يصرف الى ما كان يصرفه إليه من مصالح المسلمين، كعدة الغزاة من السلاح والكراع ونحو ذلك، وسهم لذوي القربى من أغنيائهم وفقرائهم، والباقي للفرق الثلاث.
و أما عند مالك بن أنس فالأمر مفوض الى اجتهاد الإمام، إن رأى قسمه بين هؤلاء، وإن رأى أعطاه بعضهم دون بعض، وإن رأى غيرهم أولى وأهم فغيرهم. وهناك أقوال أخرى يرجع إليها في المطولات.
٢- يقع الخبر ظرفا نحو « و الركب أسفل منكم »، وجارا ومجرورا نحو « الحمد للّه »، وشرطهما أن يكونا تامّين كما مثل، فلا يجوز زيد مكافا، ولا زيد بك، لعدم الفائدة ويتعلقان بمحذوف وجوبا هو الخبر، واختلف في تقديره فقيل تقديره استقر أو مستقر.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٤، ص : ١١
قال ابن هشام : في المغني : والحق عندي أنه لا يترجح تقديره اسما ولا فعلا بل بحسب المعنى. وقال ابن مالك في الخلاصة :
و أخبروا لظرف أو بحرف جر ناوين معنى كائن أو استقر
و هناك ملاحظات هامة نلفت إليها الانتباه :
آ- يخبر بالمكان عن أسماء الذوات والمعاني نحو : زيد خلفك والخير أمامك.
ب- يخبر بالزمان عن أسماء المعاني فقط نحو : الصوم اليوم والسفر غدا.
ج- لا يخبر بالزمان عن أسماء الذوات فلا يقال : زيد اليوم، والفرق أن الأحداث أفعال وحركات، فلا بد لكل حدث من زمان يختص به بخلاف الذوات.