و أقمت عنده بضع سنين وهو ما بين الثلاث الى العشر » وفي القاموس والتاج :« البضع والبضع الطائفة من الليل وما بين الثلاث الى التسع يقال بضع سنين وبضع عشرة من النساء وبضع وعشرون امرأة ومع المذكر بضعة عشر من الرجال وبضعة وعشرون رجلا ويجب تقديم بضع فلا يقال عشرون وبضع » وقال الحريري في درة الغواص :
إعراب القرآن وبيانه، ج ٤، ص : ٤٩٩
« البضع أكثر ما يستعمل فيما بين الثلاث الى العشر وأسند ذلك الى النبي صلى اللّه عليه وسلم في تفسير قوله تعالى :« و هم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين » وذلك أن المسلمين كانوا يحبون أن تظهر الروم على فارس لأنهم أهل الكتاب، والمشركون يميلون الى أهل فارس لأنهم أهل أوثان فلما بشر اللّه المسلمين بأن الروم سيغلبون سر المسلمون ثم ان أبا بكر رضي اللّه عنه أخبر مشركي قريش بما نزل عليهم فقال أمية بن خلف خاطراني على ذلك فخاطره على خمس قلائص في مدة ثلاث سنين ثم أتى النبي صلى اللّه عليه وسلم فسأله عن البضع فقال ما بين الثلاثة الى العشرة فأخبره بخطاره مع ابن خلف فقال له : ما حملك على تقريب المدة؟ قال الثقة باللّه ورسوله فقال له : عد إليهم فزدهم في الخطر وازدد في الأجل فزادهم قلوصين وزادوه سنتين فظفرت الروم بفارس قبل انقضاء الأجل الثاني تصديقا لتقدير أبي بكر رضي اللّه عنه.
(سِمانٍ) : جمع سمينة ويجمع سمين أيضا عليه يقال رجال سمان كما يقال نساء سمان والسمن مصدر سمن يسمن فهو سمين فالمصدر والاسم جاءا على غير قياس إذ قياسهما سمنا بالفتح فهو سمن نحو فرح فرحا فهو فرح وفي المصباح :« سمن يسمن من باب تعب وفي لغة من باب قرب إذا كثر لحمه وشحمه ويتعدى بالهمزة وبالتضعيف » ومن المجاز كلام غثّ وسمين، وقد أسمنت القدر، ودار سمينة : كثيرة الأهل، وسمّنوا لفلان : أعطوه عطاء كثيرا، وسمّنت في الحمد أعطيت فيه الكثير، قال ابن مقبل :