حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ) حتى حرف غاية وجر ويأتي مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتى ووعد اللّه فاعل والمراد بوعده النصر المحتوم وان واسمها وجملة لا يخلف خبرها والميعاد مفعول به.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٥، ص : ١٢٤
البلاغة :
في قوله تعالى : ولو أن قرآنا سيرت به الجبال الى آخر الآية إيجاز عجيب فقد حذف الجواب كما تقدم، واختلف المعربون والمفسرون في تقديره وقد قدرناه في الاعراب : لما آمنوا وقد اختار الزمخشري هذا التقدير ولكنه جعله مرجوحا وقدر الأرجح بقوله « لكان هذا القرآن » لكونه غاية في التذكير ونهاية في الانذار وهو تقدير لا بأس به وإن كان الأول أقرب الى سياق الحديث وأوكد في تقرير المعنى وحذف جواب « لو » شائع في كلامهم ومن أمثلته في الشعر قول أبي تمام في قصيدته البائية التي يمدح بها المعتصم عند فتحه عمورية :
لو يعلم الكفر كم من أعصر كنت له المنية بين السّمر والقضب
فإن جواب لو محذوف تقديره لأخذ أهبته ولأعد للأمر عدته أو لما أقدم على ما أقدم عليه من اجتراء كما تدل عليه قصة المرأة الهاشمية التي سباها أحد العلوج فصرخت وا معتصماه.
و عبارة ابن هشام :« و لو أن قرآنا سيرت به الجبال » الآية أي لما آمنوا به بدليل وهم يكفرون بالرحمن والنحويون يقدرون : لكان هذا القرآن وما قدرته أظهر ».
أي للدليل المذكور وفيه أن ما قدروه أيضا دل عليه قوله تعالى :
« لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية اللّه » فلم يتبين كون تقديره أظهره من تقديرهم واعلم أن كلّا من الوجهين
إعراب القرآن وبيانه، ج ٥، ص : ١٢٥


الصفحة التالية
Icon