وَ مِنَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى أَخَذْنا مِيثاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ (١٤)
اللغة :
(نَصارى ) : في مختار الصحاح : النصير : الناصر وجمعه أنصار، كشريف وأشراف، وجمع الناصر نصر كصاحب وصحب. والنصارى جمع نصران ونصرانة، كالندامى جمع ندمان وندمانة. ولم يستعمل نصران إلا بياء النسب. وفي المصباح : ورجل نصراني بفتح النون، وامرأة نصرانية. ويقال : إنه نسبة الى قرية اسمها نصرى، ولهذا يقال في الواحد : نصري، على القياس، ثم أطلق النصراني على كل من تعبد بهذا الدين. وقال في المنجد : النصراني نسبة الى مدينة الناصرة على غير القياس : من يتبع دين السيد المسيح، والجمع نصارى، والمؤنث نصرانية. وقال في اللسان : ونصرى بفتحتين، ونصرى بفتح فسكون،
إعراب القرآن وبيانه، ج ٢، ص : ٤٣٢
و ناصرة ونصورية : قرية بالشام، والنصارى منسوبون إليها، قال ابن سيده : هذا قول أهل اللغة، قال : وهو ضعيف، إلا أن نادر النسب يسعه. قال : وأما سيبويه فقال : أما نصارى فذهب الخليل الى أن جمع نصري ونصران، كما قالوا : ندمان وندامى، ولكنهم حذفوا إحدى الياءين، كما حذفوا من أثفيّة، وأبدلوا مكانها ألفا، كما قالوا : صحارى. قال : وأما الذين نوجهه نحن عليه فإنه جاء على نصران لأنه قد تكلم به، فكأنك جمعت نصرا كما جمعت مسمعا وقلت نصارى كما قلت ندامى.
(أغرينا) : ألصقنا وألزمنا، وهي من غري بالشي ء إذا لزمه ولصق به، ومعنى الغراء الذي يلصق به، والغراء مثل كتاب، وفي المصباح : غري بالشي ء غريا من باب تعب أولع به من حيث لا يحمله عليه حامل، وأغريته به إغراء فأغري به بالبناء للمفعول، والاسم الغراء بالفتح والمد والغراء مثل كتاب : ما يلصق به، معمول من الجلود، وقد يعمل من السمك.