فعل وفاعل، ومن الذين جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة، وجملة يخافون لا محل لها لأنها صلة الموصول، وجملة أنعم اللّه صفة ثانية أو معترضة فتكون لا محل لها، ولابن هشام قول فيها نورده في باب الفوائد، وعليهما متعلقان بأنعم (ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبابَ) الجملة في محل نصب مقول قول الرجلين (فَإِذا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غالِبُونَ) الفاء استئنافية، وإذا ظرف مستقبل متضمن معنى الشرط وهو متعلق ب « غالبون » وجملة دخلتموه في محل جر بالإضافة، والفاء رابطة لجواب إذا، وإن واسمها، وغالبون : خبرها (وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) الواو استئنافية، والجملة مستأنفة مسوقة لتوصيتهم بالاتكال على اللّه أولا، والأخذ بأسباب الحيطة والحذر ثانيا، والفاء في قوله :« فتوكلوا » جواب أمر محذوف لا بد من تقديره : تنبّهوا فتوكلوا على اللّه، وعلى اللّه متعلقان بتوكلوا، كما قالت العرب : زيدا فاضرب، تقديره : تنبه فاضرب زيدا، وكثيرا ما يأتي معمول ما بعد الفاء متقدما عليها. وإن شرطية، وكنتم فعل ماض ناقص في محل جزم فعل الشرط، والتاء اسمها ومؤمنين خبرها، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله، أي : فتوكلوا.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٢، ص : ٤٤٥
الفوائد :
١- قال ابن هشام في صدر حديثه عن هذه الآية : قوله تعالى :
« قال رجلان من الذين يخافون أنعم اللّه عليهما » فإن جملة :« أنعم اللّه عليهما » تحتمل الدعاء فتكون معترضة والإخبار فتكون صفة ثانية، ويضعف من حيث المعنى أن تكون حالا، ولا يضعف في الصناعة لوصفها ». هذا ما قاله ابن هشام، ولم يبين ابن هشام رحمه للّه وجه الضعف من حيث المعنى، فإن جعلها حالا يقتضي أن قولهم في وقت إنعامه فقط، مع أن قولهم لا يتقيد بذلك. والحاصل أن الحالية تقتضي تقييد العامل مع أن المعنى ليس على التقييد.
٢- عبارة السمين : وقال الشهاب الحلبي المعروف بالسمين :


الصفحة التالية
Icon