قد يتساءل متسائل فيقول : كيف قال موسى : إني لا أملك إلا نفسي وأخي، مع أنه كان معهما الرجلان المذكوران، وهما يوشع وكالب؟ فالجواب أنه لم يطمئن الى ثباتهما بعد أن رأى الأكثرية الساحقة مصرة على التعنت، ولم تكن النبوة قد هبطت على يوشع بن نون، فلم يذكر معه إلا النبي المعصوم، وهو أخوه هارون. وهنا أقاصيص مطوّلة، يرجع إليها القارئ في المطولات من التفاسير.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٢، ص : ٤٥٠
[سورة المائدة (٥) : الآيات ٢٧ الى ٢٩]
وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبا قُرْباناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قالَ إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (٢٧) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ما أَنَا بِباسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ (٢٨) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ (٢٩)
اللغة :
(قُرْباناً) : القربان : بضم القاف، وفيه وجهان :
١- إنه اسم لما يتقرب به الى اللّه عز وجل، من صدقة أو نسك أو غير ذلك، كالحلوان بضم الحاء أيضا : اسم ما يحلى، أي : يعطى.
يقال : قرب صدقة، وتقرب بها، لأن « تقرّب » مطاوع « قرّب ».
٢- أن يكون مصدرا في الأصل، ثم أطلق على الشي ء المتقرّب به كقولهم : نسج اليمن، ويدلّ على ذلك أنه لم يثن، والموضع موضع تثنية، لأن كلّا من قابيل وهابيل له قربان يخصّه، والأصل أن يقول : قربانين. وقال أصحاب الرأي الأول : لا حجة في هذا، لأن المعنى : إذ قرّب كل واحد منهما قربانا، كقوله تعالى :« فاجلدوهم ثمانين جلدة »، أي كل واحد منهم ثمانين جلدة.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٢، ص : ٤٥١
(تَبُوءَ) : ترجع.
الاعراب :


الصفحة التالية
Icon