صفحة رقم ٩٢
زاد القاضي العماد في إبطال النزول بمكة والمدينة أنه يلزم منه أن يكون كلما نزل بمكة نزل المدينة مرة أخرى، لأن جبريل عليه السلام كان ( يعرّضه ) القرآن في كل سنة مرة، وفي الأخيرة مرتين فيكون ذلك إنزالا آخر وهذا لا يقوله أحد.
وقال : ولعلهم يعنون بنزولها مرتين، أن جبريل نزل حين حَوَلت القبلة فأخبره عليه الصلاة والسلام أن الفاتحة ركن في الصلاة كما كانت بمكة، وأقرأه فيها قراءة لم ( يكن أقرأه بها ) في مكة فظنّوا ذلك إنزالاً وهو ضعيف.
قوله تعالى :( الحَمْدُ للهِ.
..
( قال الزمخشري : الحَمْدُ والمدح أخوان.
فقيل : معناه أنهما مترادفان، وقيل : متقاربان، وقيل : متغايران، فالحمد يطلق على الله تعالى والمدح لا يطلق عليه.
وأما الشكر / فحكى أبو حيان فيه ثلاثة أقوال قال الطبري : هو الحمد، وقيل : غيره، وقيل : الحمد أعمّ منه، فالحمد يطلق على الصفات الجميلة والشكر على الأفعال الجزيلة.
وظاهر كلام الزمخشري قول رابع أن بينهما عموم وخصوص وجه دون وجه