والبأس : شدة القتال، ومنه حديث عليّ : كنا إذا اشتد البأس اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلّم. ويقال : بؤس الرجل، أي شجع. الضراء : من الضر، فقيل : ليس بصفة، وقيل : هو صفة أقيمت مقام الموصوف. وفي الحديث :"وأعوذ بك من ضر أو مضرة". وقال أهل اللغة : الضراء، بالفتح : ضد النفع، والضر، بالضم الزمانة. القصاص : مصدر قاص يقاص مقاصة وقصاصاً ؛ نحو : قاتل يقاتل مقاتلة وقتالاً. والقصاص : مقابلة الشيء بمثله، ومنه : قتل من قتل بالمقتول، وأصله من قصصت الأثر : أي اتبعته، لأنه اتباع بدم المقتول، ومنه قصّ الشعر : اتباع أثره. الحر : معروف، تقول : حر الغلام يحرّ حرّية فهو حرّ، وجمعه، أعني فعلاً الصفة على أحرار محفوظ. وقالوا مرّوا مراراً، فإن كانت فعلاً صفة للآدميين، جمعت الواو والنون، وكما أن أحراراً محفوظ في الجمع، كذلك حرائر محفوظ في جمع حرّة مؤنثة. القتلى : جمع قتيل، وهو منقاس في فعيل، الوصف بمعنى ممات أو موجع. الأنثى : معروف، وهي فعلى، الألف فيه للتأنيث، وهو مقابل الذكر الذي هو مقابل للمرأة. ويقال للخصيتين أنثيان، وهذا البناء لا تكون ألفه إلا للتأنيث، ولا تكون للإلحاق، لفقد فعلل في كلامهم. الأداء : بمعنى التأدية، أدّيت الدين : قضيته، وأدّى عنك رسالة : بلغها أنه لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي، أي لا يبلغ. أولوا : من الأسماء التي هي في الرفع بالواو، وفي الجرّ والنصب بالياء. ومعنى أولوا : أصحاب، ومفرده من غير لفظه، وهو ذو بمعنى : صاحب. وأعرب هذا الإعراب على جهة الشذوذ، ومؤنثه أولات بمعنى : صاحبات، وإعرابها كإعرابها، فترفع بالضمة وتجر وتنصب بالكسرة، وهما لازمان للإضافة إلى اسم جنس ظاهر، وكتبا في المصحف بواو بعد الألف، ولو سميت باولوا، زدت نوناً فقلت : جاء من أولون، ورأيت أولين، ومررت بأولين، نص على ذلك سيبويه، لأنها حالة إضافتها مقدر سقوط نون منها لأجل لإضافة. كما تقول : ضاربو زيد، وضاربين زيداً. الألباب : جمع لب، وهو العقل الخالي من الهوى، سمى بذلك، إما لبنائه من قولهم : ألبّ بالمكان، ولبّ به : أقام، وإما من اللباب، وهو الخالص. وهذا الجمع مطرد، أعني أن يجمع فعل اسم على أفعال، والفعل منه على فعل بضم العين وكسرها، قالوا : لببت. ولببت ومجيء المضاعف على فعل بضم العين اذ، استغنوا عنه بفعل نحو : عزّ يعزّ، وخفّ يخفّ. فما جاء من ذلك شاذاً : لبيت، وسررت، وفللت، ودممت، وعززت. وقد سمع الفتح فيها إلا في : لبيت، فسمع الكسر كما ذكرنا. الجنف : الجور، جنف، بكسر النون، يجنف، فهو جنف وجانف عن النحاس، قال الشاعر :
جزء : ١ رقم الصفحة : ٤٩٦
إني امرؤ منعت أرومة عامرضيمي وقد جنفت عليَّ خصوم
٤٩٧
وقيل : الجنف : الميل، ومنه قول الأعشى :
تجانف عن حجر اليمامة ناقتيوما قصدت من أهلها لسوائكا
وقال آخر :
هم المولى وإن جنفوا عليناوإنا من لقائهم لزور
ويقال : أجنف الرجل، جاء بالجنف، كما يقال : ألام الرجل، أتى بما يلام عليه، وأخس : أتى بخسيس.
٤٩٨
﴿لَّيْسَ الْبِرَّ﴾ بنصب الراء، وقرأ باقي السبعة برفع الراء.
وقال الأعمش في مصحف عبد الله : لا تحسبن البرَّ، وفي مصحف أبيّ، وعبد الله أيضاً : ليس البر بأن تولوا، فمن قرأ بنصب البر جعله خبر ليس، وأن تولوا في موضع الاسم، والوجه أن يلي المرفوع لأنها بمنزلة الفعل المتعدّي، وهذه القراءة من وجه أولى، وهو أن جعل فيها اسم ليس : أن تولوا، وجعل الخبر البر، وأن وصلتها أقوى في التعريف من المعرّف بالألف واللام، وقراءة الجمهور أولى، من وجه، وهو أن توسط خبر ليس بينها وبين اسمها قليل،
وقد ذهب إلى المنع من ذلك ابن درستويه تشبيها لها بما.. أراد الحكم عليها بأنها حرف، كما لا يجوز توسيط خبر ما، وهو محجوج بهذه القراءة المتواترة، وبورود ذلك في كلام العرب.
قال الشاعر :
سلي إن جهلت الناس عنا وعنهم وليس سواء عالم وجهول
وقال الآخر.
أليس عظيماً أن تلمَّ ملمّةوليس علينا في الخطوب معوَّلُ
وقراءة : بأن تولوا، على زيادة الباء في الخبر كما زادوها في اسمها إذا كان ان وصلتها. قال الشاعر :
أليسَ عجيباً بأن الفتىيصابُ ببعض الذي في يديه
أدخل الباء على اسم ليس، وإنما موضعها الخبر، وحسَّنَ ذلك في البيت ذكرُ العجيب مع التقرير الذي تفيده الهمزة، وصار معنى الكلام : أعجب بأن الفتى، ولو قلت أليس قائماً بزيد لم يجز.
والبرّ اسم جامع للخير، وتقدم الكلام فيه، وانتصابُ قبل على الظرف وناصبه تولوا، والمعنى : أنهم لما أكثروا الخوض في أمر القِبلة حتى وقع التحويلُ إلى الكعبة.
وزعم كل من الفريقين أن البر هو التوجه إلى قبلته، فردّ الله عليهم، وقيل : ليس البر فيما أنتم عليه، فإنه منسوخ خارج من البر.
وقيل : ليس البر العظيم الذي يجب أن يذهلوا بشأنه عن سائر صنوف البر أمر القبلة.
وقال قتادة قبلة النصارى مشرق بيت المقدس لأنه ميلاد عيسى على نبينا وعليه السلام لقوله تعالى :﴿مَكَانًا شَرْقِيًّا﴾ واليهود مغربه والآية ردّ على الفريقين.