١٧١٥ -"ليؤيدن الله هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم". (١)
يعني لا نصيب لهم ولا حظ في الإسلام والدين. ومنه قول أمية بن أبي الصلت:
يَدْعُون بالويل فيها لا خَلاق لهم... إلا سرابيلُ من قِطْر وأغلال (٢)
يعني بذلك: لا نصيب لهم ولا حظ، إلا السرابيل والأغلال.
* * *
فكذلك قوله:(ما له في الآخرة من خلاق): ما له في الدار الآخرة حظ من الجنة، من أجل أنه لم يكن له إيمان ولا دين ولا عمل صالح يحازي به في الجنة ويثاب عليه، فيكون له حظ ونصيب من الجنة. وإنما قال جل ثناؤه:(ما له في الآخرة من خلاق)، فوصفه بأنه لا نصيب له في الآخرة، وهو يعني به: لا نصيب له من جزاء وثواب وجنة دون نصيبه من النار، إذْ كان قد دل ذمه جل ثناؤه أفعالهم - التي نفى من أجلها أن يكون لهم في الآخرة نصيب - على مراده من الخبر، وأنه إنما يعني بذلك أنه لا نصيب لهم فيها من الخيرات، وأما من الشرور فإن لهم فيها نصيبا.
* * *
(٢) ديوانه : ٤٧ بيت مفرد :. وقوله"فيها"، أظنه يعني النار. والقطر : النحاس الذائب.