٤٤٦٥ - حدثني الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا هشيم قال، أخبرني مغيرة، عن إبراهيم قال: هو الرجل يحلف على الشيء ثم ينساه، يعني في قوله:" لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم".
* * *
قال أبو جعفر: و"اللغو" من الكلام في كلام العرب، كلّ كلام كان مذمومًا وسَقَطًا لا معنى له مهجورًا، (١) يقال منه:"لغا فلان في كلامه يلغُو لَغْوًا" إذا قال قبيحًا من الكلام، ومنه قول الله تعالى ذكره:( وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ ) [ سورة القصص: ٥٥]، وقوله:( وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ) [ سورة الفرقان: ٧٢]. ومسموع من العرب:"لَغَيْتُ باسم فلان"، بمعنى أولعت بذكره بالقبيح. فمن قال:"لَغَيْت"، قال:"ألْغَى لَغًا"، وهي لغة لبعض العرب، ومنه قول الراجز: (٢)
وَرَبِّ أَسْرَابِ حَجيجٍ كُظَّم... عَنِ اللَّغَا وَرَفَثِ التَّكَلُّمِ (٣)
فإذا كان"اللغو" ما وصفت، وكان الحالفُ بالله:"ما فعلت كذا" وقد فعل،"ولقد فعلتُ كذا" وما فعل - واصلا بذلك كلامه على سبيل سُبوق لسانه من غير تعمد إثم في يمينه، (٤) ولكن لعادة قد جرت له عند عجلة الكلام = والقائلُ:"والله إنّ هذا لَفُلان" وهو يراه كما قال، أو:"والله ما هذا فلان!" وهو يراه ليس به = والقائلُ:"ليفعلنّ كذا والله - أو: لا يفعل كذا والله" على سبيل ما وصفنا من عجلة الكلام وسبوق اللسان للعادة، (٥) على غير تعمد

(١) في المخطوطة والمطبوعة :"وفعلا" وهي كلمة محرفة بلا شك، والصواب فيما أرجح وسقطا" لم يجد الناسخ قراءتها فحرفها. و"السقط" : الخطأ، وما تسقطه فلا تعتد به. وهجر يهجر هجرًا : إذا خلط في كلامه وهذي وأفحش. والكلام مهجور.
(٢) هو رؤية بن العجاج.
(٣) مضى تخريج هذا الرجز في ٣ : ٤٨٨- ٤٨٩.
(٤) انظر التعليق على قوله"سبوق" فيما سلف من هذا الجزء : ٢٨٧، تعليق : ٤/ وص : ٤٢٧
(٥) انظر التعليق على قوله"سبوق" فيما سلف من هذا الجزء : ٢٨٧، تعليق : ٤/ وص : ٤٢٧


الصفحة التالية
Icon