في مِكتل، وقلّة فيها ماء. (١).
٥٩١٣ - حدثني موسى، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسباط، عن السدي:( أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها ) وذلك أن عُزَيْرًا مرّ جائيًا من الشام على حمار له معه عصيرٌ وعنب وتين; فلما مرّ بالقرية فرآها، وقف عليها وقلَّب يده وقال: كيف يحيي هذه الله بعد موتها؟ =ليس تكذيبًا منه وشكًّا= فأماته الله وأمات حِمارَه فهلكا، ومرّ عليهما مائة سنة. ثم إن الله أحيا عزيرًا فقال له: كم لبثت؟ قال: لبثت يومًا أو بعض يوم! قيل له: بل لبثت مائة عام! فانظر إلى طعامك من التين والعنب، وشرابك من العصير =( لم يتسنَّه )، الآية.
* * *
القول في تأويل قوله :﴿ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ ﴾
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله:( ثم بعثه )، ثم أثاره حيًّا من بعد مماته.
* * *
وقد دللنا على معنى"البعث"، فيما مضى قبل. (٢).
* * *
وأما معنى قوله( كم لبثت ) فإن"كم" استفهام في كلام العرب عن مبلغ العدد، (٣). وهو في هذا الموضع نصب ب"لبثت"، وتأويله: قال الله له:

(١) الأثر : ٥٩١٢ -قد مضى مبتورا في رقم ٥٦٦١، وانظر التعليق عليه هناك. و"المكتل" (بكسر الميم) : الزبيل الذي يجعل فيه التمر أو العنب أو غيرهما.
(٢) انظر ما سلف ٢ : ٨٤، ٨٥.
(٣) انظر ما سلف في معنى"كم" في هذا الجزء ٥ : ٣٥٢.


الصفحة التالية
Icon