وقرأ ذلك بعض أهل الحجاز وبعض أهل البصرة:"لا تضار والدة بولدها"، رفع. (١) ومن قرأه كذلك لم يحتمل قراءته معنى النهي، ولكنها تكون [على معنى] الخبر، (٢) عطفا بقوله:"لا تضار" على قوله:"لا تكلف نفس إلا وسعها". (٣)
* * *
وقد زعم بعض نحويي البصرة أن معنى من رفع:"لا تضار والدة بولدها"، هكذا في الحكم: - أنه لا تضار والدة بولدها- أي: ما ينبغي أن تضار. فلما حذفت"ينبغي"، وصار"تضار" في وضعه، صار على لفظه، واستشهد لذلك بقول الشاعر: (٤)

(١) في المطبوعة والمخطوطة : مكان"رفع"، "فعل"، وهو تحريف لا شك فيه، كما يدل عليه السالف والآتي. وكما تدل عليه القراءة. وفي المخطوطة قبله :"لا تضارر".
(٢) في المطبوعة :"ولكنها تكون بالخبر عطفا"، وكان في المخطوطة :"ولكنها تكون الخبر عطفا" بغير باء الجر. والسياق يدل على ضرورة ما أثبت من الزيادة بين القوسين.
(٣) في المخطوطة :"لا تكلف نفسا"، كما وقع في الآية في ص : ٤٥ تعليق : ١.
(٤) لأبي اللحام التغلبي، وهو سريع بن عمرو (وعمرو هو اللحام) بن الحارث بن مالك بن ثعلبة بن بكر بن حبيب ويقال اسمه"حريث". وهو جاهلي، النقائض : ٤٥٨، وشرح المفضليات : ٤٣٤، والخزانة ٣ : ٦١٣ - ٦١٥. وفي سيبويه ١ : ٤٣١، ونسبه الشنتمري لعبد الرحمن بن أم الحكم، ولم أجد نسبته إليه في مكان آخر. ولأبي اللحام شعر في ديوان عمرو بن كلثوم.


الصفحة التالية
Icon