القول في تأويل قوله :﴿ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا ﴾
قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه:"فلم تجدوا ماء"،"أو لمستم النساء، فطلبتم الماء لتتطَّهروا به فلم تجدوه بثمن ولا غير ثمن ="فتيمموا" يقول: فتعمَّدوا.
* * *
= وهو:"تفعَّلوا" من قول القائل:"تيممت كذا" = إذا قصدته وتعمدته ="فأنا أتيمّمه"، وقد يقال منه:"يَمَّمه فلان فهو يُيممه"، و"أمّمته أنا" و"أمَمْته" خفيفة، و"تيممت وتأمَّمت"، ولم يسمع فيها"يَمَمْت" خفيفة. (١) ومنه قول أعشى بني ثعلبة:
تَيَمَّمْتَ قَيْسًا وَكَمْ دُونَهُ... مِنَ الأرْضِ مِنْ مَهْمَةٍ ذِي شَزَنْ (٢)
يعني بقوله:"تيمَّمت"، تعمدت وقصدت. (٣)
* * *
وقد ذكر أنها في قراءة عبد الله:"فَأُمُّوا صَعِيدًا".
* * *
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
٩٦٤٣ - حدثني عبد الله بن محمد قال، حدثنا عبدان قال، أخبرنا ابن المبارك قال، سمعت سفيان يقول في قوله:"فتيمموا صعيدًا طيبًا"، قال: تحرَّوا وتعمَّدوا صعيدًا طيبًا. (٤)
* * *

(١) بل روى ذلك اللحياني فقال: "أمو، ويموا".
(٢) سلف البيت وشرحه وتخريجه في ٥: ٥٥٨.
(٣) انظر تفسير: "تيمم" فيما سلف ٥: ٥٥٨، ٥٥٩.
(٤) الأثر: ٩٦٤٣ -"عبد الله بن محمد" هو: "عبد الله بن محمد بن يزيد، أبو محمد الحنفي" و"عبدان"، هو: "عبد الله بن عثمان بن جبلة بن أبي رواد الأزدي".
مضت ترجمتهما برقم: ٥٠٠٠، ومضى هذا الإسناد نفسه برقم: ٥٠٠٩، ٦١٩٨، ٦٢٠٠، وانظر الإسناد التالي: ٩٦٤٨، ٩٦٧٦.


الصفحة التالية
Icon