"""" صفحة رقم ١٦٨٧ """"
ان نفرا من قريش ومن اشراف كل قبيلة، اجتمعوا ليدخلوا دار الندوة واعترضهم ابليس في صورة شيخ جليل، فلما راوا قالوا : من انت ؟ قال : شيخ من اهل نجد، سمعت بما اجتمعتم له فادرت ان احضركم ولن يعدمكم مني راي ونصح قالوا اجل فادخل فدخل معهم قال : انظروا في شان هذا الرجل فوالله ليوشكن ان يواثبكم في امركم بامره فقال قائل : احبسوه في وثاق ثم تربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من كان قبله من الشعراء زهير ونابغة، فانما هو كاحدهم، فقال عدو الله - الشيخ النجدي : لا والله، ما هذا لكم براي والله ليخرجن رايه من محبسه إلى اصحابه فليوشكن ان يثبوا عليه حتى ياخذوه من ايديكم، ثم يمنعوه منكم فما امن عليكم ان يخرجوكم من بلادكم، فانظروا في غير هذا الراي، فقال قائل : فاخرجوه من بين اظهركم فاستريحوا منه فانه إذا خرج لم يضركم ما صنع واين وقع واذا غاب عنكم اذاه استرحتم منه وكان امره في غيركم فقال الشيخ النجدي : والله ما هذا لكم براي، الم تروا حلاوة قوله وطلاقة لسانه واخذه للقلوب بما يستمع من حديثه ؟ والله لئن فعلتم ثم استعرض العرب ليجتمعن عليه ثم ليسيرين اليكم حتى يخرجكم من بلادكم ويقتل اشرافكم، قالوا : صدق والله، فانظروا رايا غير هذا، فقال أبو جهل : والله لاشيرن عليكم براي ما ارى ابصرتموه بعد ما ارى غيره، قالوا : وما هذا ؟ قال : ناخذ من كل قبيلة غلاماً سبطاً نهداً، ثم نعطي كل غلام منهم سيفا صارما، ثم يضربونه يعني : ضربة رجل واحد، فاذا قتلتموه تفرق دمه في القبائل كلها فلا اظن هذا ثم الحي من بني هاشم يقوون على حرب قريش لكهم، وانهم إذا راوا ذلك قبلوا العقل واسترحنا وقطعنا عنا اذاه، فقال الشيخ النجدي : هذا والله هو الراي القول، ما قال الفتى لا راي غيره فتفرعوا على ذلك وهم مجمعون له، قال : فاتى جبريل رسول الله ( ﷺ ) فامره ان لا يبيت في مضجعه الذي كان يبيت، واخبره بمكر القوم فلم يبت رسول الله ( ﷺ ). في بيته لك الليلة واذن الله له عند ذلك في الخروج، وانزل عليه بعد قدومه المدينة في الانفال يذكر نعمته عليه وبلاء عنده واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين