قال يحيى بلغني أنها نزلت في عمر بن الخطاب وأبي جهل بن هشام ثم هي عامة بعد وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها قال محمد المعني جعلنا في كل قرية مجرميها أكابر قال قتادة ومعنى أكابر جبابرة ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون أنهم إنما يمكرون بأنفسهم قال محمد المعنى أن جزاء مكرهم راجع عليهم سيصيب الذين أجرموا يعني أشركوا صغار عند الله أي ذلة وعذاب شديد في الآخرة بما كانوا يمكرون يعني يشركون سورة الأنعام من الآية إلى الآية فمن يرد الله أن يهديه يشرح أي يوسع صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا الحرج والضيق معناهما واحد كأنما يصعد في السماء أي كأنما يكلف أن يصعد إلى السماء يقول يثقل عليه ما يدعى إليه من الإيمان كذلك يجعل الله الرجس يعني رجاسة الكفر على الذين لا يؤمنون
وهذا صراط ربك مستقيما يعني دين ربك مستقيما وقد فصلنا الآيات أي بيناها لقوم يذكرون إنما يتذكر المؤمن سورة الأنعام من الآية إلى الآية لهم دار السلام عند ربهم السلام هو الله وداره الجنة ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس أي كثر من أغويتم وأضللتم وقال أولياؤهم من الإنس يعني الذين أضلوا من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم منزلكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم حكيم في أمره عليم بخلقه قال محمد جاء عن ابن عباس أنه قال هذا الاستثناء لأهل الإيمان وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا قال الحسن المشركون بعضهم أولياء بعض كما أن المؤمنين بعضهم أولياء بعض سورة الأنعام من الآية إلى الآية


الصفحة التالية
Icon