وقالت القدرية والمعتزلة خلاف هذين القولين، وأن العبد يخلق أفعاله، نقلهُ القرطبي.
قوله :« وَلاَ تُسْأَلُونَ » هذه الجملة استئناف ليس إلاَّ، ومعناها التوكيد لما قبلها؛ لأنه لما تقدم أن أحداً لا ينفعه كسب أحد، بل هو مختص به إن خَيْراً وإن شرًّا، فلذلك لا يسأل أحد عن غيره، وذلك أن اليهود افتخروا بأسلافهم، فأخبروا بذلك.
و « ما » يجوز فيها الأوجه الثلاثة من كونها موصلة أسمية، أو حرفية، أو نكرة، وفي الكلام حذف، أي : ولا يُسْألون عما كنتم تعملون.
قال أبو البقاء : ودلّ عليه : لها ما كسبت، ولكم ما كسبتم انتهى.
ولو جُعِل الدالُّ قوله :« ولا تسألون عما كانوا يعملون » كان أوْلى؛ لأنه مقابلة.