روى مالكٌ عن نافعٍ، عن ابن عمر؛ أن رسول الله - ﷺ - أدرك عمر بن الخطَّاب، وهو يسير في ركب وهو يحلف بأبيه؛ فقال رسولُ الله - ﷺ - « إِنَّ اللهَ يَنْهَاكُم أَنْ تَحْلفُوا بآبَائِكُم، فَمَنْ كَانَ حَالِفاً فَلْيَحْلِفْ بِاللهِ أَوْ لِيَصْمُتْ ».
قوله تعالى :﴿ والله غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴾ قد تقدَّم أن « الغَفُور » مبالغةٌ في ستر الذُّنوب، وفي إسقاط عقوبتها.
وأمَّا « الحليم » فاعلم أن الحلم في كلام العرب الأناة، والسُّكون مع القُدرة والقُوَّة، ويقال ضع الهودج على أحلم الجمال، أي : على أشدِّها قوَّةً في السَّير، ومنه الحِلْم، لأَنَّه يرى في حال السُّكُون، وحلمة الثَّدي؛ والحليمُ مِنْ حَلُم - بالضم - يَحْلُمُ إذا عَفَا مع قُدْرَة، وأمَّا حَلِمَ الأديمُ فبالكسر يَحْلَمُ بالفتح، فسد وتثقَّب؛ وقال [ الوافر ]
١٠٩٦- فَإِنَّكَ وَالْكِتَابَ إِلَى عَلِيٍّ | كَدَابِغَةٍ وَقَدْ حَلِمَ الأَدِيمُ |
وأمَّا
« حَلَمَ »، أي : رأى في نومِه، فبالفتح، ومصدرُ الأولِ
« الحِلْم » بالكسر؛ قال الجعديُّ :[ الطويل ]
١٠٩٧- وَلاَ خَيْرَ فِي حِلْمٍ إِذَا لَمْ تَكُن لَهُ | بَوَادِرُ تَحْمِي صَفْوَهُ أَنْ يُكَدَّرَا |
ومصدرُ الثاني
« الحَلِّمُ » بفتح اللام ومصدرُ الثالث :
« الحُلُم » و
« الحُلْم » بضم الحاءِ مع ضمِّ اللام وسكونها.