وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا وأبو الشيخ عن قتادة قال : الميسر القمار، كان الرجل في الجاهلية يقامر على أهله وماله فيقعد سليباً حزيناً ينظر إلى ماله في يد غيره، وكانت تورث بينهم العداوة والبغضاء فنهى الله عن ذلك، وتقدم فيه وأخبر إنما هو رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق ليث عن عطاء وطاوس ومجاهد قالوا : كل شئ فيه قمار فهو من الميسر، حتى لعب الصبيان بالكعاب والجوز.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا وأبو الشيخ عن محمد بن سيرين. أنه رأى غلماناً يتقامرون في يوم عيد فقال : لا تقامروا فإن القمار من الميسر.
وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ عن ابن سيرين قال : ما كان من لعب فيه قمار، أو قيام، أو صياح، أو شر، فهو من الميسر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن شريح. أن النبي ﷺ قال « ثلاث من الميسر : الصفير بالحمام، والقمار، والضرب بالكعاب ».
وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي هريرة « أن رسول الله ﷺ رأى رجلاً يتبع حمامة، فقال : شيطان يتبع شيطانة ».
وأخرج ابن أبي الدنيا عن الحسن قال : شهدت عثمان وهو يخطب، وهو يأمر بذبح الحمام، وقتل الكلاب.
وأخرج ابن أبي الدنيا عن خالد الحذاء عن رجل يقال له أيوب قال : كان ملاعب آل فرعون الحمام.
وأخرج ابن أبي الدنيا عن إبراهيم قال : من لعب بالحمام الطيارة لم يمت حتى يذوق ألم الفقر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب بن قال : كان من ميسر أهل الجاهلية بيع اللحم بالشاة والشاتين.
وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب القرظي في الميسر قال : كانوا يشترون الجزور فيجعلونها أجزاء، ثم يأخذون القداح فيلقونها، وينادي : يا ياسر الجزور يا ياسر الجزور، فمن خرج قدحه أخذ جزءاً بغير شيء، ومن لم يخرج قدحه غرم ولم يأخذ شيئاً.
وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن ابن عباس. أنه كان يقال : اين ايسار الجزور؟ فيجتمع العشرة، فيشترون الجزور بعشرة فصلان إلى الفصال، فيجيلون السهام فتصير بتسعة حتى تصير إلى واحد، ويغرم الآخرون فصيلاً فصيلاً إلى الفصال، فهو الميسر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : الأنصاب حجارة كانوا يذبحون لها، والأزلام قداح كانوا يقتسمون بها الأمور.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : كانت لهم حصيات، إذا أراد أحدهم أن يغزو أو يجلس استقسم بها.
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله ﴿ والأزلام ﴾ قال : هي كعاب فارس التي يقتمرون بها، وسهام العرب.


الصفحة التالية
Icon