قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم. أما سمعت الشاعر وهو يقول :

إني وجدك ما ونيت وإنني أبغي الفكاك له بكل سبيل
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله :﴿ ولا تنيا ﴾ قال : لا تبطئا.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن علي رضي الله عنه في قوله :﴿ فقولا له قولاً ليناً ﴾ قال : كنه.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن ابن عباس في قوله :﴿ فقولا له قولاً ليناً ﴾ قال : كنِّياه.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن سفيان الثوري :﴿ فقولا له قولاً ليناً ﴾ قال : كنياه يا أبا مرة.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن الحسن ﴿ فقولا له قولاً ليناً ﴾ قال اعذرا إليه، وقولا له : إن لك رباً ولك معاداً وإن بين يديك جنة وناراً.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن الفضل بن عيسى الرقاشي أنه تلا هذه الآية ﴿ فقولا له قولاً ليناً ﴾ فقال : يا من يتحبب إلى من يعاديه، فكيف بمن يتولى ويناديه؟.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله :﴿ لعله يتذكر ﴾ قال : هل يتذكر.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله :﴿ إنا نخاف أن يفرط علينا ﴾ قال : يعجل ﴿ أو أن يطغى ﴾ قال : يعتدي.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله :﴿ إنا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى ﴾ قال : عقوبة منه.
وأخرج ابن المنذر، عن ابن جريج في قوله :﴿ قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى ﴾ قال : أسمع ما يقول ﴿ وأرى ﴾ ما يجاوبكما، فأوحي إليكما فتجاوباه.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم بسند جيد، عن ابن مسعود قال : لما بعث الله موسى إلى فرعون، قال : رب، أي شيء أقول؟ قال : قل أهيا شراً هيا. قال الأعمش : تفسير ذلك، الحي قبل كل شيء، والحي بعد كل شيء.
وأخرج أحمد في الزهد، عن ابن عباس قال : لما بعث الله موسى إلى فرعون قال :« لا يغرنكما لباسه الذي ألبسته، فإن ناصيته بيدي، فلا ينطق ولا يطرف إلا بإذني، ولا يغرنكما ما متع به من زهرة الدنيا وزينة المترفين، فلو شئت أن أزينكما من زينة الدنيا بشيء، يعرف فرعون أن قدرته تعجز عن ذلك لفعلت، وليس ذلك لهوانكما علي، ولكني ألبستكما نصيبكما من الكرامة على أن لا تنقصكما الدنيا شيئاً، وإني لأذود أوليائي عن الدنيا، كما يذود الراعي إبله عن مبارك الغيرة، وإني لأجنبهم كما يجنب الراعي إبله عن مراتع الهلكة، أريد أن أنور بذلك صدورهم، وأطهر بذلك قلوبهم فيَّ، سيماهم الذين يعرفون وأمرهم الذي يفتخرون به، وأعلم : أنه من أخاف لي ولياً فقد بارزني، وأنا الثائر لأوليائي يوم القيامة ».
وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبخاري ومسلم وابن مردويه من طريق ابن عباس، عن أبي سفيان بن حرب أن رسول الله - ﷺ - كتب إلى هرقل « من محمد رسول الله، إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى ».
وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي في الشعب، عن قتادة قال : التسليم على أهل الكتاب إذا دخلت عليهم بيوتهم أن تقول : السلام على من اتبع الهدى.


الصفحة التالية
Icon