ج ١١، ص : ١٢٦
(وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ) ذلك الفضل كما يجب كما قال تعالى :« وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ » ومن ثم تراهم يحرّمون ما لم يحرمه اللّه ويكفرون نعمه فيغالون فى الزهد وترك الزينة والطيبات من الرزق، أو يسرقون فى الأكل والشرب والزينة ابتغاء الشهرة والتكبر على الناس، مع أن الإسلام يأمر بالاعتدال كما قال تعالى :
« لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ، وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللَّهُ ».
أخرج أحمد عن أبى الأحوص عن أبيه قال :« أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأنا رثّ الهيئة فقال : هل لك مال ؟. قلت : نعم، قال : من أىّ المال ؟ قلت :
من كل المال، من الإبل والرقيق والخيل والغنم. فقال : إذا آتاك اللّه مالا فلير أثر نعمته عليك وكرامته ».
أخرج البخاري والطبراني عن زهير بن أبى علقمة مرفوعا « إذا آتاك اللّه مالا فلير عليك، فإن اللّه يحب أن يرى أثره على عبده حسنا، ولا يحب البؤس ولا التباؤس ».
[سورة يونس (١٠) : آية ٦١]
وَما تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَما تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (٦١)
تفسير المفردات
الشأن : الأمر العظيم، وجمعه شئون، تقول العرب : ما شأن فلان، أي ما حاله، وأفاض فى الشيء أو من المكان : اندفع فيه بقوة أو بكثرة، وعزب الرجل بإبله يعزب أي بعد وغاب فى طلب الكلأ، والذرة : النملة الصغيرة، وبها يضرب المثل فى الصغر