ج ٢٠، ص : ١٠٦
(وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) أي ولا تتركن الدعاء إلى ربك وتبليغ المشركين رسالتك، فتكون ممن فعل فعل المشركين بمعصيته ومخالفة أمره.
ثم فسر هذا وبينه بقوله :
(وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ) أي ولا تعبد أيها الرسول مع اللّه الذي له عبادة كل شى ء - معبودا آخر سواه.
ثم علل هذا بقوله :
(لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) أي لأنه لا معبود تصلح له العبادة إلا اللّه، ونحو الآية قوله :
« رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا »
ثم بين صفاته فقال :
١ - (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) أي هو الدائم الباقي الحي القيوم الذي لا يموت إذا ماتت الخلائق، كما قال :« كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ. وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ » وقد ثبت فى الصحيح عن أبى هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : أصدق كلمة قالها لبيد :« ألا كل شىء ما خلا اللّه باطل ».
٢ - (لَهُ الْحُكْمُ) أي له الملك والتصرف والقضاء النافذ فى الخلق.
٣ - (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) يوم معادكم، فيجزيكم بأعمالكم إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.
وصل ربنا على محمد وآله.