﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً ﴾.
وعلى ذكر ذلك قال لي أخ كريم : كنت أسمع إحدى الإذاعات وأخطأوا وقالوا (فتثبتوا) بدل من (فتبينوا) في قوله الحق :
﴿ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ﴾
[الحجرات : ٦].
وأقول : هذه قراءة من القراءات، والمعاني دائماً ملتقية، فـ " تبين " معناها " طلب البيان ليَثبت ". ونعرف أن القرآن قد نزل على سبعة أحرف، وكتابة القرآن كانت بغير نقط وبغير شكل، وهذا حال غير حالنا ؛ حيث نجد الحروف قد تم تشكيلها بالفتحة والضمة والكسرة.
ونحن نعرف أن هناك حروفاً مشتبهة الصورة. فـ " الباء " تتشابه مع كل من " الياء "، والـ " نون " والـ " تاء " والـ " ثاء "، ولم تكن هذه النقط موجودة، ولم تكن هذه العلامات موجودة قبل الحجاج الثقفي، وكانوا يقرأون من ملكة العربية ومن تلقين واتباع للوحي، ولذلك :" فتبينوا " ممن تتكون ؟ تتكون من :" الـ " فاء " ولم يحدث فيها خلاف، والـ " تاء " وبقية الحروف هي الـ " باء " والـ " ياء " والـ " نون ".
وكل واحدة من هذه الأحرف تصلح أن تجعلها " تثبتوا " بوضع النقاط أو تجعلها " تبينوا "، إنه خلاف في النقط. ولو حذفنا النقط لقرآناها على أكثر من صورة، والذي نتبعه في ذلك هو ما ورد عن الوحي الذي نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولذلك عندما جاءوا بشخص لم يكن يحفظ القرآن وأحضروا له مصحفاً ليقرأ ما فيه فقال :(صنعة الله ومن أحسن من الله صنعة).
ولم يحدث خلاف في الـ " صاد " ولكن حدث خلاف في الـ " باء " فهي صالحة لتكون باءً أو نوناً، وكذلك " الغين " يمكن أن تكون " عيْناً " وقراءة هذه الآية في قراءة " حفص ".
﴿ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ﴾
[البقرة : ١٣٨].


الصفحة التالية
Icon