ويقول إسامة للرسول : لقد قال الشهادة ليحمي نفسه من الموت. وتكون الإجابة : هل شققت قلبه فعرفت، فكيف بلا إله إلا الله ؟! فلقول :" لا إله إلا الله " حرمة.
وقد روى أن الذي نزلت فيه هذه الآية هو محلم بن جثامة، وقال بعضهم : أسامة بن زيد، وقيل غير ذلك. عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً ﴾ وقال : كان رجل في غنيمة له فلحقه المسلمون فقال : السلام عليكم فقتلوه وأخذوا غنيمته، فأنزل الله في ذلك :﴿ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً ﴾.
وأهل العلم بالله يقولون : نجاة ألف كافر خير من قتل مؤمن واحد بغير حق.
وجاء في بعض الروايات الأخرى أنه المقداد، وذلك فيما رواه البزار بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : بعث رسول الله ﷺ سرية فيها المقداد بن الأسود فلما أتوا القوم وجدوهم قد تفرقوا وبقي رجل له مال كثير لم يبرح، فقال أشهد أن لا إله إلا الله، وأهوى إليه المقداد فقتله فقال له رجل من أصحابه : أقتلت رجلا شهد أن لا إله إلا الله، والله لأذكرن ذلك للنبي ﷺ، فلما قدموا على رسول الله ﷺ قالوا يا رسول الله : إن رجلا شهد أن لا إله إلا الله فقتله المقداد فقال : ادعوا لي المقداد.
يا مقداد أقتلت رجلا يقول : لا إله إلا الله ؟ فكيف لك بلا إله إلأا الله غدا ؟ قال : فأنزل الله ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾.