وقال الفراء :
سورة لقمان
﴿ هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ ﴾
وقوله: ﴿هُدًى وَرَحْمَةً...﴾
أكثر القراءِ على نصب الهُدَى والرحمة على القطع. وقد رفعها حمزة على الائتِناف ؛ لأنها مُسْتأنفة فى آية منفصلةٍ من الآية قبلها. وهى فى قراءة عبدالله (هُدًى وبُشْرى).
﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴾
وقوله: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ...﴾
نزلت فى النَضْر بن الحارث الدارىّ. وكان يشترى كتب الأعاجم فارسَ والروم وكتب أهل الحِيرة (ويحدّث) بها أهل مكة ؛ وإذا سمع القرآن أعرض عنه واستهزأ به. فذلكَ قوله ﴿وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً﴾ وقد اختلف القراء فى ﴿وَيَتَّخِذَهَا﴾ فرفع أكثرهم، ونصبها يحيى بن وَثَّاب والأعمش وأصحابُه. فمن رفع ردّها عَلى ﴿يَشْتَرِي﴾ ومن نصبها ردّها على قوله ﴿لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ﴾: وليتَّخذهَا.
وقوله ﴿وَيَتَّخِذَهَا﴾ يذهب إلى آيات القرآن. وإن شئت جعلتها للسبيل ؛ لأن السَّبيل قد تُؤنَّث قال ﴿قُلْ هذِهِ سَبِيلِى أَدعُو إِلَي اللهِ﴾ وفى قراءة أُبَىّ (وإنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُشْدِ لاَ يَتّخذُوهَا سَبِيلاً وَإنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَىّ يَتّخِذُوهَا سَبِيلاً}.
حدَّثنا أبو العبَّاس قال حدَّثنا محمد قال حدَّثنا الفراء قال حَدَّثنى حِبَّان عن ليث عن مجاهد فى قوله ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ﴾ قال: هو الغِناء قال الفراء: والأوّل تفسيره عن ابن عباس.
﴿ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ ﴾