يجوز نصب المثقال ورفعُه. فمن رفع رفعه بتكُنْ واحتملت النكرة ألاَّ يكون لها فعل فى كانَ وليَس وأخواتها. ومن نصب جَعَل فى (تكن) اسماً مضمرا مجهولاً مثل الهاء التى فى قوله ﴿إِنَّهَآ إِن تَكُ﴾ ومثل قوله ﴿فَإنَّهَا لاَ تَعْمَى الأبصارُ﴾ وجَاز تأنيث (تك) والمثقال ذكر لأنه مضاف إلى الحبَّة والمعنى للحبَّة، فذهب التأنيث إليها كما قال:
وتشرق بالقول الذى قد أَذَعتَه * كَمَا شَرِقت صَدرُ القناة من الدمِ
ولو كان: ﴿إِن يَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ﴾ كان صواباً وجاز فيه الوجهان. وقوله ﴿فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ﴾ يقال: إنَّها الصَّخرة التى تحت الأرض: وهى سِجِّين: وتُكتب فيها أعمال الكفّار. وقوله ﴿يَأْتِ بِهَا اللَّهُ﴾ فيجازى بها.
﴿ وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾
وقوله: ﴿وَلاَ تُصَاعِرْ...﴾
قرأهَا أهل المدينة وعاصم بن أبى النَجُود والحسن: (تصعِّر) بالتشديد: وقرأها يحيى وأصحابُه بالألف ﴿ولا تُصاعِرْ﴾ يقول: لاَ تمِّيل خَدَّك عن الناس من قولك: رجل أَصعر. ويجوز ولا تُصْعِر ولم أسمع به.
﴿ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾
وقوله: ﴿إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ...﴾
يقول: إن أَقبح الأصوات لصوتُ الحمير. وأنت تقول: له وجه منكَر إذا كان قبيحاً. وقال ﴿لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾ ولو قيل: أصْوات الحمير لكان صواباً. ولكن الصَّوت وإن كان أُسْند إلى جمع فإن الجمع هذا الموضع كالواحد.
﴿ أَلَمْ تَرَوْاْ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ ﴾


الصفحة التالية
Icon