العادل المنتقم راجع أول سورة يونس المارة وما ترشدك إليه "تِلْكَ" الآيات المنزلة عليك يا أكرم الرسل هي "آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ" ٢ المثبت فيه كل ما كان وسيكون بأنه كائن بمقتضى الحكمة البالغة التي لا تنخرم وقد أنزلنا عليك يا سيد الرسل هذه الآيات لتكون "هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ" ٣ الذين يعملون الحسنات لأنفسهم ولغيرهم الموصوفين بقوله عزّ قوله "الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ" ٤ بأنها حق واقع لا محالة بلا شك ولا ريب "أُولئِكَ" المتصفون في هذه الصفات كائنون "عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ" بطرق الصواب السداد "وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" ٥ الفائزون بكل مطلوب الناجحون بمقاصدهم الناجون من كل سوء الظافرون بآمالهم وما يبتغونه من الدنيا والآخرة، قال تعالى "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ" بأن يستبدل الزّمر والغناء والمعازف وشبهها بكلام اللّه تعالى ويختارها عليه وذلك أن البيع معاوضة شيء بشيء فهو استبدال معنى عبّر عنه بالشراء "لِيُضِلَّ" الناس بغير علم ولا هدى "عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ" العدل السوي أي انه ما شرى ذلك إلا ليصد الناس عن دين اللّه الذي هو الطريق المستقيم والأمر القويم "وَيَتَّخِذَها" تلك الطريقة الحقة "هُزُواً" يسخر بها ويحمل الناس على الاستهزاء بها "أُولئِكَ" الذين هذه حالتهم "لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ" ٦ عند اللّه يذلهم به ويخزيهم "وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ" الذي هذا شأنه "آياتُنا" المنزلة على رسولنا ليأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويزجر الذين يضلون أنفسهم وغيرهم بها "وَلَّى" أدبر بظهره معرضا عنها و"مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها" لأنه لم يلتفت إليها بقلبه ولا بقالبه "كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً" ثقلا يمنعه عن السمع ولا وقر بها "فَبَشِّرْهُ" يا سيد الرسل على