قال تعالى "وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ" أن يبرهما ويحسن إليهما مؤمنين كانا أو كافرين "حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً" بتعب ومشقة وضعف أوهن جسمها ثقله "عَلى وَهْنٍ" لأنه يتتابع عليها ضعف الحمل وضعف الطلق وضعف الولادة وضعف الرضاع فيحل بها شدة بعد شدة ومشقة بعد مشقة من تعاهده ومراقبته ليل نهار وتنظيفه صباح مساء وانشغال قلبها عنده في كل لحظة "وَفِصالُهُ" فطامه عن الرضاع
الذي يكون "فِي عامَيْنِ" تعانيه به وهن أيضا، والعامان لمدة الرضاع هي غايتها، قال تعالى (حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ) الآية ٢٣٣ من سورة البقرة، وسنبين تفصيله هناك إن شاء اللّه القائل للإنسان "أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ" فكما أني خلقتك فهما سبب في نشأتك ولهما حق التربية عليك كما لي حق


الصفحة التالية
Icon