اللّه به عباده "إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ" كائن لا محالة في ذلك اليوم الذي يكون فيه المشاححة بين الناس كما أن وعده في غيره حق أيضا "فَلا تَغُرَّنَّكُمُ" أيها الناس هذه "الْحَياةُ الدُّنْيا" لأنها فانية فلا تنخدعوا بزخارفها وتمويهها "وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ٣٣" الشيطان الذي أوقعه في البلاء غروره وكل ما يغر الإنسان من مال أو جاه أو شهوة فهو غرور لأنها كلها من طرق الشيطان التي يزينها للناس فهو أخبث الغاوين فلا يرجيكم بالتوبة ويمنيكم بالمغفرة، وإنه يدس لكم السم في الدسم لأن الإنسان لا يدري متى يباغته أجله وإذ ذاك يندم ولات حين مندم وتكون ممن سقط في يده راجع الآية ٥ من سورة فاطر في ج ١ في هذا البحث، فعلى العاقل أن يسرع في التوبة ويجتهد في العبادة كي يلاقي ربه على حالة مرضية، لأن الإنسان يموت على ما عاش عليه ويحشر على ما مات عليه فلربما جاءه الموت وهو يتلبس بحالة سيئة والعياذ باللّه فيندم من حيث لا ينفعه الندم واللّه تعالى وإن أمهل عبده فإنه لا يهمله وقد يستدرجه من حيث لا يعلم.
مطلب الأمور الخمسة التي لا يعلمها إلا اللّه تعالى :


الصفحة التالية
Icon